فهرست مضمون السور القرانية المصحف الالكتروني


فهرس مضمون السورالرئيسيةفهرس السورفهرس الصفحات001 الفاتحة ►002 البقرة ►003 آل عمران ►004 النساء ►005 المائدة ►006 الأنعام ►007 الأعراف ►008 الأنفال ►009 التوبة ►010 يونس ►011 هود ►012 يوسف ►013 الرعد ►014 إبراهيم ►015 الحجر ►016 النحل ►017 الإسراء ►018 الكهف ►019 مريم ►020 طه ►021 الأنبياء ►022 الحج ►023 المؤمنون ►024 النور ►025 الفرقان ►026 الشعراء ►027 النمل ►028 القصص ►029 العنكبوت ►030 الروم ►031 لقمان ►032 السجدة ►033 الأحزاب ►034 سبأ ►035 فاطر ►036 يس ►037 الصافات ►038 ص ►039 الزمر ►040 غافر ►041 فصلت ►042 الشورى ►043 الزخرف ►044 الدخان ►045 الجاثية ►046 الأحقاف ►047 محمد ►048 الفتح ►049 الحجرات ►050 ق ►051 الذاريات ►052 الطور ►053 النجم ►054 القمر ►055 الرحمن ►056 الواقعة ►057 الحديد ►058 المجادلة ►059 الحشر ►060 الممتحنة ►061 الصف ►062 الجمعة ►063 المنافقون ►064 التغابن ►065 الطلاق ►066 التحريم ►067 الملك ►068 القلم ►069 الحاقة ►070 المعارج ►071 نوح ►072 الجن ►073 المزمل ►074 المدثر ►075 القيامة ►076 الإنسان ►077 المرسلات ►078 النبأ ►079 النازعات ►080 عبس ►081 التكوير ►082 الإنفطار ►083 المطففين ►084 الانشقاق ►085 البروج ►086 الطارق ►087 الأعلى ►088 الغاشية ►089 الفجر ►090 البلد ►091 الشمس ►092 الليل ►093 الضحى ►094 الشرح ►095 التين ►096 العلق ►097 القدر ►098 البينة ►099 الزلزلة ►100 العاديات ►101 القارعة ►102 التكاثر ►103 العصر ►104 الهمزة ►105 الفيل ►106 قريش ►107 الماعون ►108 الكوثر ►109 الكافرون ►110 النصر ►111 المسد ►112 الإخلاص ►113 الفلق ►114 الناس ►/المصحف الإلكتروني www.e-quran.com.



الثلاثاء، 1 فبراير 2022

1- المحاجة الأولي 1.


إن إبراهيم كان أمة - (3) 

 

= دعوة إبراهيم لقومه بالحجة منذ 2014-04-03 هنا نقف مع موقف آخر من مواقف الدعوة التي قام بها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه وقومه علَّهم يؤمنوا بالله تعالى.. 

 

 

= ففي يوم من الأيام أراد أن يقنع أباه وقومه بخطأ ما يعتقدون وأن يثبت لهم بالحجة البينة أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو المدبر وهو وحده المستحق للعبادة ولا أحد سواه، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأنعام:47]. 

 

 

= فهو يستنكر على والده عبادته لأصنام لا تنفع ولا تضر وليس لها من الأمر شيء؛ فهذا فعل السفهاء الذين لا عقل لهم. وقد منَّ الله سبحانه وتعالى على عبده ونبيه إبراهيم عليه السلام بالتفكر في آيات الله تعالى ليرى ما اشتملت عليه من آيات وبراهين تدل على وحدانية الله تعالى والظاهرة لكل ذي عينٍ بصيرة؛ قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام:75]. 

 

=وقد حاول إبراهيم عليه السلام أن يبين لقومه الحق ويثبت لهم وحدانية الله سبحانه وتعالى بشتى الطرق والوسائل، وكانوا يعبدون بجانب الأصنام بعض النجوم والكواكب التي يظنون أنها تنفع وتضر، فلما رأى إبراهيم عليه السلام نجمًا من هذه النجوم ساطعًا في السماء قال لهم: أفترض أن هذا ربي الذي خلقني وأنا أعبده ولكن بعد قليل أفل هذا النجم أي غرب وغاب عن الأفق، فأثبت لهم بذلك أنه لا يمكن أن يكون ربًا؛ قال تعال: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام:76]. 

 

 

 وقد فسر البعض هذا النجم على أنه كوكب الزهرة. ثم لما رأى إبراهيم عليه السلام القمر طالعًا في السماء منيرًا مستديرًا، انتهز هذه الفرصة وقال لقومه: سأفترض كما تزعمون أن هذا هو ربي.. وكالعادة اختفى القمر.. فأخبرهم بأن الله هو الرب الأعلى وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وإن لم يهدهم الله إلى الطريق السليم فسيظلون في ضلالهم هذا. قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ} [الأنعام:77]. ثم بعد ذلك افترض معهم أن الشمس هي رب الكون لأنها نجم كبير ساطع ولكن مع ذلك جاء المساء وغربت كغيرها من النجوم، وحينئذٍ أثبت لهم أن هذه النجوم كلها لا تصلح أن تكون آلهة تُعبد لأن مصيرها إلى الزوال والأفول، لكن الله سبحانه هو الحي الذي لا يموت وهو الذي خلق كل هذه النجوم والكواكب وهو وحده المتصرف فيها.. قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ . إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام:78، 79]. ولكن مع كل تلك الآيات والبراهين الواضحة، 

 

=ومع كل هذه الإثباتات العقلية الجلية، ظل قومه على عنادهم وكفرهم، بل وحاجوه في دينه وجادلوه وخوفوه بعقاب آلهتهم المزعومة إن هو كفر بها.. 

 

 

= فما كان منه عليه السلام إلا أن أخبرهم أنه موحد لله تعالى ولا يخاف من هذه الآلهة المزعومة التي لا تضر ولا تنفع لأن النفع والضرر بيد الله تعالى إن أراد أن ينفعه بشيء كان، وإن أراد أن يضره بشيء كان أيضًا؛ 

 

 

= قال تعال: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام:80]. وجدير بالذكر أن هذا الحوار الذي جرى بين إبراهيم عليه السلام وبين قومه كان على سبيل (المناظرة) لا على سبيل (النظر)؛ بمعنى أن إبراهيم عليه السلام كان يناظر قومه ليصل بهم إلى الحق ولذا كان يتنزل في الحوار معهم (أي إنه يقول: أفترض أن هذا النجم هو ربي، فماذا بعد؟)، ولم يكن عليه السلام ناظرًا بمعنى أنه لم يكن يتفكر ويتأمل وبعدها وصل أن هذه النجوم لا تصلح أن تكون آلهة، لا، لا؛ وحاشاه أن يكون كذلك، فهو نبي طاهر صاحب فطرة سليمة هداه الله منذ صغره وزكَّاه الله سبحانه وقال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [الأنبياء:51].

رابط المادة: http://iswy.co/e11sb3
======
عربي - نصوص الآيات عثماني : وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيْنَٰهَآ إِبْرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَٰتٍۢ مَّن نَّشَآءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
عربى - نصوص الآيات : وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ۚ نرفع درجات من نشاء ۗ إن ربك حكيم عليم
عربى - التفسير الميسر : وتلك الحجة التي حاجَّ بها إبراهيم عليه السلام قومه هي حجتنا التي وفقناه إليها حتى انقطعت حجتهم. نرفع مَن نشاء من عبادنا مراتب في الدنيا والآخرة. إن ربك حكيم في تدبير خلقه، عليم بهم.
السعدى : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

ولما حكم لإبراهيم عليه السلام، بما بين به من البراهين القاطعة قال: { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ } أي: علا بها عليهم، وفلجهم بها. { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ } كما رفعنا درجات إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة، فإن العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات. خصوصا العالم العامل المعلم، فإنه يجعله الله إماما للناس، بحسب حاله ترمق أفعاله، وتقتفى آثاره، ويستضاء بنوره، ويمشى بعلمه في ظلمة ديجوره. قال تعالى { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } { إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } فلا يضع العلم والحكمة، إلا في المحل اللائق بها، وهو أعلم بذلك المحل، وبما ينبغي له.
الوسيط لطنطاوي : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

قال الإمام الرازي: اعلم أنه- تعالى- لما حكى عن إبراهيم- عليه السلام- أنه أظهر حجة الله في التوحيد ونصرها، وذب عنها، عدد وجوه نعمه وإحسانه عليه.

فأولها: قوله وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ والمراد إنا نحن آتيناه تلك الحجة وهديناه إليها، وأوقفنا عقله على حقيقتها.

وثانيها: أنه- تعالى- خصه بالرفعة والاتصال إلى الدرجات العالية وهي قوله نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ.

وثالثها: أنه جعله عزيزا في الدنيا وذلك لأنه- تعالى- جعل أشرف الناس وهم الأنبياء والرسل من نسله وذريته وأبقى هذه الكرامة في نسله إلى يوم القيامة، لأن من أعظم أنواع السرور علم المرء بأنه يكون من عقبه الأنبياء والملوك .

والإشارة في قوله- تعالى- وَتِلْكَ حُجَّتُنا إلى جميع ما تكلم به إبراهيم في مجادلة قومه في شأن وحدانية الله وبطلان الشرك.

وأضاف- سبحانه- الحجة إليه مع ذكر اللفظ الدال على العظمة وهو «نا» تنويها بشأنها وتفخيما لأمرها، والمراد بالحجة جنسها لا فرد من أفرادها.

أى: وتلك الحجة التي لا يمكن نقضها أو مغالبتها في إثبات الحق وتزييف الباطل أعطيناها إبراهيم ليكون مستعليا بها على قومه، قاطعا لألسنتهم عن المجادلة والمخاصمة.

وجملة آتَيْناها في محل نصب على الحال والعامل فيها معنى الإشارة.

وقوله عَلى قَوْمِهِ متعلق «بحجتنا» إن جعل خبرا لتلك، وبمحذوف إن جعل بدله. أى:

آتيناها حجة ودليلا على قومه الكثيرين لتكون الغلبة عليهم.

وقوله نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ أى نرفع من شئنا من عبادنا درجات عالية من العلم والحكمة.

والدرجات في الأصل تطلق على مراقى السلم. 
 
= والمراد بها هنا المراتب المعنوية في الخير على سبيل التمثيل، فقد شبهت حالة المفضل على غيره بحال المرتقى في سلم إذا ارتفع من درجة إلى درجة.

والجملة مستأنفة على سبيل التقرير لما قبلها، وقيل هي حال من فاعل آتينا أى حال كوننا رافعين.

ومفعول المشيئة محذوف. أى: من نشاء رفعه على حسب ما تقتضيه حكمتنا. وقد دل قوله مَنْ نَشاءُ على أن هذا التكريم لا يكون لكل أحد لأنه لو كان حاصلا لكل الناس لم يحصل الرفع ولا التفضيل.

وقوله- تعالى- إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ تذييل مقرر لمضمون ما قبله، أى: إن ربك الذي خلقك فسواك فعدلك حَكِيمٌ في كل ما يفعل من رفع هذا وخفض ذاك، عَلِيمٌ كل العلم بحال خلقه وسياسة عباده.

قال الإمام الرازي: واعلم أن هذه الآية من أدل الدلائل على أن كمال السعادة في الصفات الروحانية لا في الصفات الجسمانية، والدليل على ذلك أن الله- تعالى- قال وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ثم قال بعده نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وذلك يدل على أن الموجب لحصول هذه الرفعة هو إيتاء تلك الحجة وهذا يقتضى أن وقوف النفس على حقيقة تلك الحجة واطلاعها على إشراقها اقتضى ارتفاع الروح من حضيض العالم الجسماني إلى أعالى العالم الروحاني، وذلك يدل على أنه لا رفعة ولا سعادة إلا في الروحانيات» .
البغوى : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

قوله عز وجل : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه ) حتى خصمهم وغلبهم بالحجة ، قال مجاهد : هي قوله : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ) وقيل : أراد به الحجاج الذي حاج نمرود على ما سبق في سورة البقرة .

( نرفع درجات من نشاء ) بالعلم ، قرأ أهل الكوفة ويعقوب ( درجات ) بالتنوين هاهنا وفي سورة يوسف ، أي : نرفع درجات من نشاء بالعلم والفهم والفضيلة والعقل ، كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاج قومه في التوحيد ، ( إن ربك حكيم عليم )
ابن كثير : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

ثم قال بعد ذلك كله : ( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء )

قرئ بالإضافة وبلا إضافة ، كما في سورة يوسف ، وكلاهما قريب في المعنى .

وقوله : ( إن ربك حكيم عليم ) أي : حكيم في أفعاله وأقواله ) عليم ) أي : بمن يهديه ومن يضله ، وإن قامت عليه الحجج والبراهين ، كما قال : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] ; ; ولهذا قال هاهنا :

( إن ربك حكيم عليم )
القرطبى : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

قوله تعالى وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم قوله تعالى وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم " تلك " إشارة إلى جميع احتجاجاته حتى خاصمهم وغلبهم بالحجة . وقال مجاهد : هي قوله : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم . وقيل : حجته عليهم أنهم لما قالوا له : أما تخاف أن تخبلك آلهتنا لسبك إياها ؟ قال لهم : أفلا تخافون أنتم منها إذ سويتم بين الصغير والكبير في العبادة والتعظيم ; فيغضب الكبير فيخبلكم ؟ .

نرفع درجات من نشاء أي بالعلم والفهم والإمامة والملك . وقرأ الكوفيون " درجات " بالتنوين . ومثله في " يوسف " أوقعوا الفعل على " من " لأنه المرفوع في الحقيقة ، التقدير : ونرفع من نشاء إلى درجات . ثم حذفت إلى . وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو بغير تنوين على الإضافة ، والفعل واقع على الدرجات ، وإذا رفعت فقد رفع صاحبها . يقوي هذه القراءة قوله تعالى : رفيع الدرجات وقوله عليه السلام : اللهم ارفع درجته . فأضاف الرفع إلى الدرجات . وهو لا إله إلا هو الرفيع المتعالي في شرفه وفضله . فالقراءتان متقاربتان ; لأن من رفعت درجاته فقد رفع ، ومن رفع فقد رفعت درجاته ، فاعلم . إن ربك حكيم عليم يضع كل شيء موضعه .
الطبرى : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

القول في تأويل قوله : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)

قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: " وتلك حجتنا "، قولَ إبراهيم لمخاصميه من قومه المشركين: " أي الفريقين أحق بالأمن ", أمن يعبد ربًّا واحدًا مخلصًا له الدين والعبادة، أم من يعبد أربابًا كثيرة؟ وإجابتهم إياه بقولهم: " بل من يعبد ربًّا واحدًا أحق بالأمن "، وقضاؤهم له على أنفسهم, فكان في ذلك قطع عذرهم وانقطاع حجتهم، واستعلاء حجة إبراهيم عليهم. (29) فهي الحجة التي آتاها الله إبراهيم على قومه، كالذي:-

13513 - حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان الثوري, عن رجل, عن مجاهد: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه "، قال: هي" الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " .

13514- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا يحيى بن زكريا, عن ابن جريج, عن مجاهد قال : قال إبراهيم حين سأل: " أي الفريقين أحق بالأمن "، قال: هي حجة إبراهيم = وقوله: " آتيناها إبراهيم على قومه "، يقول: لقناها إبراهيم وبَصَّرناه إياها وعرفّناه =" على قومه نرفع درجات من نشاء ".

* * *

واختلفت القرأة في قراءة ذلك.

فقرأته عامة قرأة الحجاز والبصرة: " نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مَنْ نَشَاءُ"، بإضافة " الدرجات " إلى " من ", بمعنى: نرفع الدرجات لمن نشاء.

* * *

وقرأ ذلك عامة قرأة الكوفة نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ بتنوين " الدرجات ", بمعنى: نرفع من نشاء درجات.

* * *

و " الدرجات " جمع " درجة "، وهي المرتبة. وأصل ذلك مراقي السلم ودرَجه, ثم تستعمل في ارتفاع المنازل والمراتب. (30)

* * *

قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: هما قراءتان قد قرأ بكل واحدة منهما أئمة من القرأة، متقارب معناهما. وذلك أن من رفعت درجته، فقد رفع في الدرج = ومن رفع في الدرج، فقد رفعت درجته. فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصوابَ في ذلك.

* * *

فمعنى الكلام إذًا: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه "، فرفعنا بها درجته عليهم، وشرّفناه بها عليهم في الدنيا والآخرة. فأما في الدنيا، فآتيناه فيها أجره = وأما في الآخرة، فهو من الصالحين =" نرفع درجات من نشاء "، أي بما فعل من ذلك وغيره.

* * *

وأما قوله: " إن ربك حكيم عليم "، فإنه يعني: إن ربك، يا محمد،" حكيم "، في سياسته خلقَه، وتلقينه أنبياءه الحجج على أممهم المكذّبة لهم، الجاحدة توحيد ربهم, وفي غير ذلك من تدبيره =" عليم "، بما يؤول إليه أمر رسله والمرسل إليهم، من ثبات الأمم على تكذيبهم إياهم، وهلاكهم على ذلك، أوإنابتهم وتوبتهم منه بتوحيد الله تعالى ذكره وتصديق رسله، والرجوع إلى طاعته. (31)

* * *

يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: فأتَسِ، (32) يا محمد، في نفسك وقومك المكذبيك، والمشركين، بأبيك خليلي إبراهيم صلى الله عليه وسلم, واصبر على ما ينوبك منهم صبرَه, فإني بالذي يؤول إليه أمرك وأمرهم عالم، وبالتدبير فيك وفيهم حكيم. (33)

----------------------

الهوامش :

(29) الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق ، ولو كان من عند غير الله لوجد الناس فيه اختلافًا كثيرًا. ورحم الله أبا جعفر وغفر له ما أخطأ ، وأبو جعفر على جلالة قدره ، وحفظه وضبطه وعنايته ، قد تناقض وأوقع في كلامه اختلافًا كبيرًا. فإنه في ص: 494 ، قد رجح أن الصواب في قوله تعالى ذكره: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم" ، أنه خبر من الله تعالى ذكره عن أول الفريقين بالأمن ، وفصل قضاء منه بين إبراهيم وقومه. ثم قال: "وذلك أن ذلك لو كان من قول قوم إبراهيم الذين كانوا يعبدون الأوثان ويشركونها في عبادة الله ، لكانوا قد أقروا بالتوحيد ، واتبعوا إبراهيم على ما كانوا يخالفونه فيه من التوحيد ، ولكنه كما ذكرت من تأويله بديًّا". ثم عاد هنا بعد بضع صفحات ، ففسر هذه الآية ، وزعم أن ذلك من إجابة قوم إبراهيم لإبراهيم ، وهو القول الذي نقضه!! وهذا تناقض بين ، ولكنه يأتي في كتب العلماء ، حجة من الله على خلقه أنهم لا عصمة لهم في شيء ، وأن العصمة لله وحده سبحانه.

(30) انظر تفسير"الدرجة" فيما سلف 4: 523 - 536/7 : 368/9 : 95 ، وتفسيره هنا أوضح مما سبق.

(31) انظر تفسير: "حكيم" و"عليم" فيما سلف من فهارس اللغة.

(32) "ائتسى به" ، جعله أسوة له في نفسه وسيرته. وكان في المطبوعة"تأس" ، وهي بمعناها ، وأثبت ما في المخطوطة.

(33) في المطبوعة والمخطوطة: "بالتدبير" بغير واو العطف ، والصواب إثباتها.
ابن عاشور : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

عطف على جملة { وحاجّه قومه } [ الأنعام : 80 ]. و { تلك } إشارة إلى جميع ما تكلّم به إبراهيم في محاجَّة قومه ، وأتي باسم إشارة المؤنّث لأنّ المشار إليه حجّة فأخبر عنه بحجّة فلمَّا لم يكن ثمَّة مشار إليه محسوس تعيّن أن يعتبر في الإشارة لفظ الخبر لا غير ، كقوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } [ البقرة : 253 ]. وإضافة الحجّة إلى اسم الجلالة للتّنويه بشأنها وصحَّتها .

و { آتيناها } في موضع الحال من اسم الإشارة أو من الخبر . وحقيقة الإيتاء الإعطاء ، فحقَّه أن يتعدّى إلى الذّوات ، ويكون بمناولة اليد إلى اليد . قال تعالى : { وآتى المال على حبّه ذوي القربى } [ البقرة : 177 ] ، ولذلك يقال : اليدُ العليا هي المعطية واليد السّفلى هي المعطاة . ويستعمل مجازاً شائعاً في تعليم العلوم وإفادة الآداب الصالحة وتخويلها وتعيينها لأحد دون مناولة يد سواء كانت الأمور الممنوحة ذواتاً أم معانيَ . يقال : آتاه الله مالاً ، ويقال : آتاه الخليفة إمارة و { آتاه الله المُلك } [ البقرة : 258 ] ، { وآتيناه الحكمة } [ ص : 20 ]. فإيتاء الحجّة إلهامُه إيّاها وإلقاءُ ما يعبِّر عنها في نفسه . وهو فضل من الله على إبراهيم إذ نصره على مناظريه .

و { على } للاستعلاء المجازي ، وهو تشبيه الغالب بالمستعلي المتمكّن من المغلوب ، وهي متعلّقة { بحجّتنا } خلافاً لمن منعه . يقال : هذا حجّة عليك وشاهد عليك ، أي تلك حجّتنا على قومه أقحمناهم بها بواسطة إبراهيم ، ويجوز أن يتعلَّق ب { آتيناها } لمّا يتضمّنه الإيتاء من معنى النصر .

وجملة : { نرفع درجات من نشاء } حال من ضمير الرفع في { آتيناها } أو مستأنفة لبيان أنّ مثل هذا الإيتاء تفضيل للمؤتَى وتكرمة له . ورفع الدّرجات تمثيل لتفضيل الشأن ، شبّهت حالة المفضّل على غيره بحال المرتقي في سُلَّم إذا ارتفع من درجة إلى درجة ، وفي جميعها رفع ، وكلّ أجزاء هذا التمثيل صالح لاعتبار تفريق التّشبيه ، فالتّفضيل يُشبه الرّفع ، والفضائل المتفاوتة تشبه الدّرجات ، ووجه الشّبه عِزّة حصول ذلك لغالب النّاس .

وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو جعفر ، بإضافة { درجات } إلى { مَنْ }.فإضافة الدرجات إلى اسم الموصول باعتبار ملابسة المرتقي في الدرجة لها لأنّها إنّما تضاف إليه إذا كان مرتقياً عليها ، والإتيان بصيغة الجمع في { درجات } باعتبار صلاحيّة { من نشاء } لأفراد كثيرين متفاوتين في الرفعة ، ودلّ فعل المشيئة على أنّ التفاضل بينهم بكثرة موجبات التّفضيل ، أو الجمعُ باعتبار أنّ المفضّل الواحد يتفاوت حاله في تزايد موجبات فضله . وقرأه البقية بتنوين { درجات } ، فيكون تمييزاً لنسبة الرفع باعتبار كون الرفع مجازاً في التفضيل . والدرجات مجازاً في الفضائل المتفاوتة .

ودلّ قوله { مَن نشاء } على أنّ هذا التّكريم لا يكون لكلّ أحد لأنّه لو كان حاصلاً لكلّ النّاس لم يحصل الرفع ولا التفضيل .

وجملة : { إنّ ربّك حكيم عليم } مستأنفة استئنافاً بيانياً ، لأنّ قوله : { نرفع درجات من نشاء } يثير سؤالاً ، يقول : لماذا يرفع بعض النّاس دون بعض ، فأجيب بأنّ الله يعلم مستحقّ ذلك ومقدار استحقاقه ويخلق ذلك على حسب تعلّق علمه . فحكيم بمعنى محكم ، أي متّقن للخلق والتّقدير . وقدم { حكيم } على { عليم } لأنّ هذا التّفضيل مَظهر للحكمة ثمّ عقّب ب { عليم } ليشير إلى أنّ ذلك الإحكام جار على وفق العلم .
إعراب القرآن : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ

«وَتِلْكَ» الواو استئنافية واسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ، واللام للبعد ، والكاف حرف خطاب «حُجَّتُنا» خبر ، ونا ضمير متصل في محل جر بالإضافة «آتَيْناها» فعل ماض وفاعله ومفعوله «إِبْراهِيمَ» مفعول به ثان والجملة في محل نصب حال والجملة الاسمية وتلك حجتنا استئنافية لا محل لها «عَلى قَوْمِهِ» متعلقان بحجة «نَرْفَعُ» فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن «دَرَجاتٍ» حال منصوبة بالكسرة بدل

الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم. «مَنْ» اسم موصول مفعول به. وجملة «نَشاءُ» صلة الموصول لا محل لها ، وجملة نرفع في محل نصب حال. «إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ» إن واسمها وخبرها «عَلِيمٌ» خبر ثان والجملة مستأنفة.
English - Sahih International : And that was Our [conclusive] argument which We gave Abraham against his people We raise by degrees whom We will Indeed your Lord is Wise and Knowing
English - Tafheem -Maududi : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
(6:83) That was Our argument which We gave to Abraham against his people. We raise in ranks whom We will. Truly your lord is All-Wise, All-Knowing.
Français - Hamidullah : Tel est l'argument que Nous inspirâmes à Abraham contre son peuple Nous élevons en haut rang qui Nous voulons Ton Seigneur est Sage et Omniscient
Deutsch - Bubenheim & Elyas : Das ist unser Beweismittel das Wir Ibrahim gegen sein Volk gaben Wir erhöhen wen Wir wollen um Rangstufen Gewiß dein Herr ist Allweise und Allwissend
Spanish - Cortes : Ése es el argumento Nuestro que dimos a Abraham contra su pueblo Ascendemos la categoría de quien queremos Tu Señor es sabio omnisciente
Português - El Hayek : Tal foi o Nosso argumento que proporcionamos a Abraão para usarmos contra seu povo porque Nós elevamos adignidade de quem Nos apraz Teu Senhor ó Mohammad é Prudente Sapientíssimo
Россию - Кулиев : Таковы Наши доводы которые Мы предоставили Ибрахиму Аврааму против его народа Мы возвышаем по степеням кого пожелаем Воистину твой Господь - Мудрый Знающий
Кулиев -ас-Саади : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
Таковы Наши доводы, которые Мы предоставили Ибрахиму (Аврааму) против его народа. Мы возвышаем по степеням, кого пожелаем. Воистину, твой Господь - Мудрый, Знающий.


Аллах одарил Ибрахима убедительными доводами, посредством которых он сокрушил воззрения своих соплеменников и одержал над ними верх. Аллах возвышает по степеням, кого пожелает, подобно тому, как Он возвысил Ибрахима в мирской жизни и жизни будущей. Знания всегда позволяют людям превзойти остальных рабов, особенно, если они не только приобретают их, но и руководствуются ими в делах и обучают им окружающих. Таких людей Аллах делает образцами для подражания, и люди наблюдают за их поступками, следуют по их стопам, руководствуются их советом и опираются на их познания, пытаясь выбраться из мрака невежества. Всевышний сказал: «Аллах возвышает по степеням тех из вас, кто уверовал, и тех, кому даровано знание» (58:11). Будучи Мудрым и Всеведущим Господом, Аллах одаряет знаниями и мудростью только тех, кто достоин этого. Ему лучше знать, кого следует одарять ими и кто достоин их.
Turkish - Diyanet Isleri : Bu İbrahim'e milletine karşı verdiğimiz hüccetimizdir Dilediğimizi derecelerle yükseltiriz Doğrusu Rabbin Hakim'dir Bilen'dir
Italiano - Piccardo : Questo è l'argomento che fornimmo ad Abramo contro la sua gente Noi eleviamo il livello di chi vogliamo Il tuo Signore è saggio sapiente
كوردى - برهان محمد أمين : ئه‌و وتو وێژو لێکۆڵینه‌وانه به‌ڵگه و نیشانه‌ی ئێمه بوو کاتێک به‌خشیمانن به ئیبراهیم له‌سه‌ر گه‌له‌که‌ی و زاڵ بوو به‌سه‌ریاندا قسه‌و بیروباوه‌ری به‌سه‌ر قه‌ومه‌که‌یدا سه‌رکه‌وت جا هه‌ر که‌سێک بمانه‌وێت و خۆیشی شایسته بێت چه‌نده‌ها پله‌وپایه‌ی به‌رز ده‌که‌ینه‌وه‌ به‌ڕاستی په‌روه‌ردگاری تۆ دانا و کار به‌جێ یه و زانایه به‌هه‌موو شتێک
اردو - جالندربرى : اور یہ ہماری دلیل تھی جو ہم نے ابراہیم کو ان کی قوم کے مقابلے میں عطا کی تھی۔ ہم جس کے چاہتے ہیں درجے بلند کردیتے ہیں۔ بےشک تمہارا پروردگار دانا اور خبردار ہے
Bosanski - Korkut : To su dokazi Naši koje dadosmo Ibrahimu za narod njegov Mi više stepene dajemo onima kojima Mi hoćemo Gospodar tvoj je uistinu Mudri i Sveznajući
Swedish - Bernström : Dessa är Våra argument som Vi gav Abraham när han tvistade med sina stamfränder Vi låter den Vi vill växa i visdom steg för steg Din Herre är vis [och Han] har kännedom om allt
Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan itulah hujjah Kami yang Kami berikan kepada Ibrahim untuk menghadapi kaumnya Kami tinggikan siapa yang Kami kehendaki beberapa derajat Sesungguhnya Tuhanmu Maha Bijaksana lagi Maha Mengetahui
Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ


(Dan itulah) menjadi mubtada lalu dijelaskan (hujah Kami) yang dijadikan sebagai hujah oleh Nabi Ibrahim untuk membuktikan keesaan Allah; yakni tenggelamnya bintang-bintang itu. Dan jumlah yang sesudahnya menjadi khabar dari tilka (yang Kami berikan kepada Ibrahim) yang Kami tunjukkan kepada Ibrahim sebagai hujah (untuk menghadapi kaumnya. Kami tinggikan siapa yang Kami kehendaki beberapa derajat) dengan dibaca idhafah dan juga dibaca tanwin, yakni dalam masalah ilmu dan hikmah. (Sesungguhnya Tuhanmu Maha Bijaksana) dalam mengatur ciptaan-Nya (lagi Maha Mengetahui) seluk-beluk makhluk-Nya.
বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এটি ছিল আমার যুক্তি যা আমি ইব্রাহীমকে তাঁর সম্প্রަ#2470;ায়ের বিপক্ষে প্রদান করেছিলাম। আমি যাকে ইচ্ছা মর্যাদায় সমুন্নত করি। আপনার পালনকর্তা প্রজ্ঞাময় মহাজ্ঞানী
தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இவை நம்முடைய ஆதாரங்களாகும் நாம் இவற்றை இப்றாஹீமுக்கு அவருடைய கூட்டத்திற்கு எதிராகக் கொடுத்தோம்; நாம் விரும்புவோருக்கு பதவிகளை மேலும் மேலும் உயர்த்துகிறோம்; நிச்சயமாக உம்முடைய இறைவன் பூரண ஞானமும் பேரறிவும் உள்ளவன்
ภาษาไทย - ภาษาไทย : และนั่นคือ หลักฐานขอวงเราที่ได้ให้มันแก่อิบรอฮีม โดยมีฐานะเหนือกลุ่มชนของเขา เราจะยกขึ้นหลายขั้น ผู้ที่เราประสงค์ แท้จริงพระเจ้าของเจ้านั้น เป็นผู้ทรงปรีชาญาณผู้ทรงรอบรู้
Uzbek - Мухаммад Содик : Ана ўшалар Иброҳимга қавмига қарши тортишувда берган ҳужжатларимиздир Кимни хоҳласак даражасини кўтарамиз Албатта Роббинг ҳикматли ва яхши билувчи зотдир Аллоҳ таолодан келган ҳужжатларни қўллаган Иброҳим а с тортишувда мушриклардан устун келдилар Ғолиб бўлдилар Бу билан Аллоҳ таоло у кишининг даражаларини улуғ қилди
中国语文 - Ma Jian : 这是我的证据,我把它赏赐易卜拉欣,以便他驳斥他的宗族,我将我所意欲的人提升若干级。你的主,确是至睿的,确是全知的。
Melayu - Basmeih : Dan itulah hujah bukti Kami yang Kami berikan kepada Nabi Ibrahim untuk mengalahkan kaumnya Kami tinggikan pangkatpangkat kedudukan sesiapa yang Kami kehendaki Sesungguhnya Tuhanmu Maha Bijaksana lagi Maha Mengetahui
Somali - Abduh : Taasina waa Xujadanadii aa u siinnay Ibraahim Qoomkiisa waxaan koryeelaa Darajaadka Ciddaan Doonno Eebahaana waa Falsame Oge ah
Hausa - Gumi : Kuma waccan ita ce hujjarMu Mun bayãr da ita ga Ibrãhĩma a kan mutãnensa Munã ɗaukaka wanda Muka so da darajõji Lalle ne Ubangijinka Mai hikima ne Masani
Swahili - Al-Barwani : Na hizo ndizo hoja zetu tulizo mpa Ibrahim kuhojiana na watu wake Tunamnyanyua kwa vyeo tumtakaye Hakika Mola Mlezi wako ni Mwenye hikima na Mwenye ujuzi
Shqiptar - Efendi Nahi : Ky është argumenti Ynë të cilin Ne ia dhamë Ibrahimit kundër popullit të tij E Ne e ngrisim në shkallë më të lartë kë të dojmë Me të vërtetë Zoti yt është i Plotëdijshëm dhe i Gjithëdijshëm
فارسى - آیتی : اين برهان ما بود، كه آن را به ابراهيم تلقين كرديم در برابر قومش. هر كه را بخواهيم به درجاتى بالا مى‌بريم. هر آينه پروردگار تو حكيم و داناست.
tajeki - Оятӣ : Ин бурҳони мо буд, ки онро ба Иброҳим ато намудем, дар баробари қавмаш. Ҳар киро бихоҳем, ба дараҷоте боло мебарем. Албатта Парвардигори ту ҳакиму доност!
Uyghur - محمد صالح : ئۆز قەۋمىگە رەددىيە بېرىش ئۈچۈن ئىبراھىمغا بەرگەن دەلىلىمىز ئەنە شۇدۇر، خالىغان كىشىمىزنى بىر قانچە دەرىجە كۆتۈرىمىز، پەرۋەردىگارىڭ ھەقىقەتەن ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر، ھەممىنى بىلگۈچىدۇر
Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇബ്റാഹീമിന് തന്റെ ജനതക്കെതിരെ നാം നല്‍കിയ ന്യായം അതായിരുന്നു: നാമിച്ഛിക്കുന്നവര്‍ക്കു നാം പദവികള്‍ ഉയര്‍ത്തിക്കൊടുക്കുന്നു. നിന്റെ നാഥന്‍ യുക്തിമാനും അഭിജ്ഞനും തന്നെ; തീര്‍ച്ച.
عربى - التفسير الميسر : وتلك الحجه التي حاج بها ابراهيم عليه السلام قومه هي حجتنا التي وفقناه اليها حتى انقطعت حجتهم نرفع من نشاء من عبادنا مراتب في الدنيا والاخره ان ربك حكيم في تدبير خلقه عليم بهم

الرابط

http://www.quran7m.com/searchResults/006083.html

==============================================

روابط موقع روح الإسلام.



English
Français
كلمة الموقع
مرحباً بكم في موقع روح الإسلام. يشمل هذا الموقع عدة أقسام وخدمات، منها:
قسم موسوعات: يشمل أمهات الكتب الإسلامية في إصدارات موسوعية؛ تضم الكتب والمؤلفات التي تم جمعها حسب التصنيف العلمي أو الموضوعي أو حسب المؤلف؛ بمختلف الصيغ الإلكترونية التي تلائم شرائح المستخدمين.
قسم كتب مصورة: يشمل كتب مصورة ضوئياً بصيغة (بي دي اف) في عدة فنون.
قسم كتب الكترونية: هو قسم مخصص لإفراد بعض الكتب الهامة بالنشر، وفصلها عن الموسوعات، ونشرها بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقها بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.
مدونة علم وعلماء: تهدف هذه المدونة إلى عرض ونشر ما كتب وتفرق من الأبحاث والمقالات التي تدرس علوم شريعة الإسلام، وما كتب عن حياة وكتب واسهامات علماءه، اضافة إلى كتابات الدعاة المختلفة ليجمع كل ذلك تحت تصنيفات علمية وموضوعية، أو نسبة إلى العالم أو المؤلف.
المكتبة المرئية: تشمل فيديوهات علمية ومقاطع مرئية مفيدة لنفع وتعليم عامة المشاهدين.
ركن المقالات: يعرض مقالات متنوعة بهدف تثقيف القراء بما تشمله من معلومات وفوائد وأحكام.
أشرطة مفرغة: يشمل كتابة نصية لأشرطة وصوتيات بعض العلماء والمشايخ الأعلام.
نبذة عن الموقع: يمكن الاطلاع في صفحة (حول روح الإسلام) على معلومات عن الموقع، ونشأته، وأهدافه.
خلفيات إسلامية: تشمل مجموعة من الصور الطبيعية والتصميمات الإسلامية المعدة بشكل جميل وجذاب تصلح كخلفية لسطح المكتب أو للاهداء، أو لأغراض التصميم.
مواقع مختارة: مواقع ينصح بزيارتها من المواقع العلمية والشرعية، ومواقع العلماء، ومواقع عامة.
أسئلة متكررة:
 
  يشمل أجوبة على بعض الأسئلة الشائعة وحلول لبعض المشاكل التقنية التي قد تواجه مستخدمي الموقع.
الاقسام المترجمة (English/Français): يشمل مواد مترجمة إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية، ومواد تصلح للدعوة إلى الإسلام، والتعرف على أصول الدين.
يمكنك متابعتنا عبر صفحة روح الإسلام على الفيسبوك، أو متابعة تغريدات موقع روح الإسلام على تويتر. ويمكن في حالة كان لديك استفسار أو مساهمة/اقتراح أو ملاحظة تدوين ذلك في رسالة عن طريق صفحة اتصل بنا. نتمنى لكم قضاء وقت طيب في الموقع والاستفادة من خدماته، ونسأل الله أن ينفعنا واياكم بمحتوياته.

موسوعة القرآن الكريم - الإصدار الثاني
موسوعة الحديث النبوي الشريف - الإصدار الثالث
المكتبة اللغوية الالكترونية: موسوعة المعاجم والقواميس - الإصدار الثاني
موسوعة شروح الحديث - الإصدار الثاني
موسوعة علوم اللغة العربية - الإصدار الثاني
موسوعة سير السلف - الإصدار الثاني
الجامع لتراث الشيخ الألباني - الإصدار الرابع
موسوعة العقيدة والسنة - الإصدار الثاني
موسوعة مؤلفات الإمام ابن القيم - الإصدار الثالث
موسوعة التاريخ الإسلامي - الإصدار الثالث
موسوعة السيرة النبوية - الإصدار الثالث
موسوعة تفاسير القرآن - الإصدار الأول
موسوعة أصول الفقه - الإصدار الرابع
موسوعة مؤلفات الإمام ابن تيمية - الإصدار الثالث
مكتبة الإمام جلال الدين السيوطي - الإصدار الثاني
مكتبة الإمام ابن الجوزي - الإصدار الثاني
موسوعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب - الإصدار الخامس
مكتبة الإمام محيي الدين النووي - الإصدار الثاني
موسوعة الإمام ابن حجر العسقلاني - الإصدار الثاني
موسوعة الأئمة الأربعة - الإصدار الأول


كتاب الكتروني: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، المباركفورى (طبعتان، عدة صيغ)
كتاب الكتروني: بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار، ابن سعدي (عدة طبعات وصيغ)
كتاب مصور: فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والأخلاق والأحكام المستنبطة من القرآن (بي دي اف)
كتاب الكتروني: المنتقى شرح الموطإ، الإمام الباجي (طبعتان - عدة صيغ)
كتاب الكتروني: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، ابن عبد البر (عدة صيغ)
كتاب مصور: منع جواز المجاز في المنزَّل للتعبُّد والإعجاز، الشنقيطي (بي دي اف)
كتاب الكتروني: الإيجاز في شرح سنن أبي داود للنووي ت مشهور (عدة صيغ)
كتاب الكتروني: الاستذكار، لابن عبد البر (طبعتان - عدة صيغ)
كتاب مصور: التنبيهات السَّنيّة على العقيدة الواسطية، عبد العزيز الرشيد (بي دي اف)
كتاب الكتروني: اختلاف الحديث (مطبوع ملحقا بالأم - طبعتان)، للشافعي (عدة صيغ)
كتاب الكتروني: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، ابن دقيق العيد (عدة صيغ)
مكتبة الشيخ إبراهيم بن عبيد العبيد - الإصدار الأول (عدة صيغ)
كتاب الكتروني: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، الخطيب الشربيني (عدة صيغ)

الواجهة
جديد الموقع
موسوعات
كتب مصورة
كتب الكترونية
مدونة علم وعلماء
المكتبة المرئية
ركن المقالات
أسطوانات دعوية
أشرطة مفرغة
حول روح الإسلام
خلفيات إسلامية
مواقع مختارة
أسئلة متكررة
اتفاقية الموقع
English
Français
أرشيف الألباني

لا إله إلا الله الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد



لا إله إلا الله
تأليف الشيخ: محمد بن إبراهيم الحمد


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله_صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً_.
أما بعد:
فإن كلمة التوحيد_لا إله إلا الله_هي أساس الدين، وحصنه الحصين، وطريقه القويم، وصراطه المستقيم.
ولهذه الكلمة المكانةُ العظمى في دين الإسلام؛ فهي أول ركن من أركان الإسلام، وأعلى شعبة من شعب الإيمان، وهي أول واجب على المكلف، وآخر واجب عليه، وقبول الأعمال متوقف على النطق بها، والعمل بمقتضاها.
وفيما يلي من صفحات سيكون الحديث عن هذه الكلمة وذلك من خلال الوقفات التالية:
- معنى لا إله إلا الله. - أركانها.
- فضائلها.
- هل يكفي مجرد النطق بها ؟
- شروطها.
فما كان في ذلك من حق فهو محض فضل الله_عز وجل_وما كان فيه من باطل فمن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
محمد بن إبراهيم الحمد
الزلفي: ص.ب: 460
www.toislam.net 
 
أما معناها الحق الذي لا ينبغي العدول عنه فهو:
لا معبود حق إلا الله.
ولا يجوز لنا أن نقول:إن معناها لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله، أو لا موجود إلا الله، وذلك لأمور منها:
1_أن كلمة =إله+ عند العرب فِعالٌ بمعنى مفعول، كغِراس بمعنى مغروس، وفِراش بمعنى مفروش، وكتاب بمعنى مكتوب؛ فإله:فِعال بمعنى مفعول:أي مألوه، والتأله في لغة العرب معناه التنسك والتعبد، فمعنى مألوه:معبود ومنه قول رؤبة بن العجاج:
لله در الغانيات المده
سبحن واسترجعن من تألهي ([1])
وقد سمَّت العرب الشمس لما عبدوها إلهةً، وقالت مية بنت أم عتبة ابن الحرث:
تروَّحنا من اللعباء عصراً
فأعجلنا الإلهة أن تؤوبا ([2])
2_أن كفار قريش والمشركين في الجاهلية لا ينكرون أنه لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله، قال_تعالى_في شأنهم:[وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ] (لقمان:25) .
وأشعارهم مليئة بالإقرار بهذا الأمر، أعني توحيد الربوبية، ومن ذلك قول زهير ابن أبي سلمى:
فلا تكتُمُن الله ما في نفوسكم
ليخفي ومهما يكتم الله يعلم
يُؤخر فيُوضَعْ في كتاب فيُدَّخَر
ليوم الحساب أو يعجل فينتقم ([3])
ومنه قول حاتم الطائي:
أما والذي لا يعلم السر غيره
ويحيي العظام البيض وهي رميم ([4])
3_أن كفار قريش لما قال لهم الرسول" =قولوا:لا إله إلا الله+ قالوا كما أخبر الله_تعالى_عنهم [أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ] (ص:5) .
فما الذي فهمه كفار قريش عندما أمرهم النبي"أن يقولوا لا إله إلا الله ؟ هل فهموا من لا إله إلا الله أن معناها لا خالق أو لا قادر على الاختراع إلا الله ؟.
الجواب لا؛ لأنهم لا ينكرون ذلك، إنما أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له، إذاً فمعنى لا إله إلا الله:لا معبود حق إلا الله، وتُقَدَّر كلمة =حق+ لأن المعبودات كثيرة، ولكن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له.
قال_تعالى_:[ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ] (الحج:62) . 
 
للشهادة ركنان:
1_نفي في قوله (لا إله) . 2_إثبات في قوله (إلا الله) .
فـ: (لا إله) نفت الألوهية عن كل ما سوى الله، و: (إلا الله) أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له.
وهذا الأسلوب يعرف بأسلوب القصر، وهو أسلوب عربي معروف، وجملة القصر في قوة جملتين، إحداهما مثبتة، والأخرى منفية.
وهذا الأسلوب من أقوى الأساليب التي يؤتى بها لتمكين الكلام وتقريره في الذهن؛ لدفع ما فيه من إنكار أو شك.
وطريقُ القصر في كلمة التوحيد:النفي والاستثناء.
ولا إله إلا الله في قوة قوله_تعالى_ [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ] (الفاتحة:5)، وقوله:[قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا] (الملك:29) .
فطريق القصر في الآيتين تقديم ما حقه التأخير؛ ففي آية الفاتحة قدم المفعول به (إياك) على الفعل (نعبد) .
وفي آية الملك قدم الجار والمجرور (وعليه) على الفعل (توكلنا) .
 هل يكفي مجرد النطق بـ:لا إله إلا الله ([5])
كما مر بنا أن معنى الشهادة هو لا معبود حق إلا الله، فلا يعبد إلا الله، ولا يجوز أن يُصرف أيُّ نوع من أنواع العبادة لغير الله؛ فمن قال هذه الكلمة عالماً بمعناها، عاملاً بمقتضاها؛ من نفي الشرك، وإثبات الوحدانية، مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته والعمل به ؟ فهو المسلم حقاً، ومن عمل بها من غير اعتقاد فهو المنافق، ومن عمل بخلافها من الشرك فهو المشرك الكافر وإن قالها بلسانه.
  فضائل:لا إله إلا الله ([6])
لقد اجتمع لكلمة الإخلاص (لا إله إلا الله) فضائل جمة، وثمرات عديدة، ولكثرة فضائلها كثرت أسماؤها، وما ذلك إلا لعظم ما تحمله تلك الكلمة في طياتها من عمق في المعنى والمدلول، فشأنها عظيم، ونفعها عميم، وفضائلها يقصر دونها الحصر والعد.
غير أن هذه الفضائل لا تنفع قائلها بمجرد النطق بها فقط، ولا تتحقق إلا لمن قالها مؤمناً بها، عاملاً بمقتضاها.
وفيما يلي ذكر لبعض ما هو مثبوت في كتب أهل العلم في فضل تلك الكلمة، وبيان أهميتها.
1_أنها أعظم نعمة أنعم الله بها_عز وجل_على عباده؛ حيث هداهم إليها؛ ولهذا ذكرها في سورة النحل، التي هي سورة النِّعم، فقدمها على كل نعمة فقال:[يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ] (النحل:2) .
2_وهي العروة الوثقى:[....فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] (البقرة:256) .
قاله سعيد بن جبير والضحاك.
3_وهي العهد الذي ذكره الله_عز وجل_إذ يقول:[لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً] (مريم:87) .
قال ابن عباس_رضي الله عنهما_: =العهد شهادة أن لا إله إلا الله، ويبرأ إلى الله من الحول والقوة إلا بالله، ولا يرجو إلا الله_عز وجل_+ ([7]) .
4_وهي الحسنى التي ذكرها الله في قوله:[فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى] (الليل:5_7) .
قاله أبو عبدالرحمن السلمي، والضحاك عن ابن عباس_رضي الله عنهما_ ([8]) .
5_وهي كلمة الحق كما في قوله_تعالى_:[إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (الزخرف:86) .
6_وهي كلمة التقوى التي ذكرها الله في قوله:[وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا] (الفتح:26) .
7_وهي القول الثابت، قال_تعالى_:[يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ] (إبراهيم:27) .
8_وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلاً في قوله_تعالى_:[أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ] (إبراهيم:24) .
فأصلها ثابت في قلب المؤمن، وفرعها_في العمل الصالح_صاعدٌ إلى الله_عز وجل_.
فالكلمة الطيبة هي كلمة الإخلاص والشجرة الطيبة هي النخلة.
وقد شبه الله_سبحانه وتعالى_كلمة الإخلاص بالنخلة لأمور منها:
أ_ أن النخلة لابد لها من ثلاثة أشياء:عرقٍ راسخ، وأصلٍ قائم، وفرعٍ عالٍ.
كذلك الإيمان لابد له من ثلاثة أشياء:تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح.
ب_ أن النخلة لا تنبت في كل أرض، كذلك كلمة التوحيد لا تستقر في كل قلب، بل في قلب المؤمن فقط.
ج_ أن النخلة عرقها ثابت بالأرض، وفرعها مرتفع، كذلك كلمة التوحيد أصلُها ثابت في قلب المؤمن، فإذا تكلم بها وعمل بمقتضاها عرجت فلا تحجب حتى تنتهي إلى الله_عز وجل_.
قال_تعالى_:[إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ] (فاطر:10) .
د_ أن النخلة يؤكل ثمرها ليلاً ونهارهاً، صيفاً وشتاءً، إما تمراً، أو بسراً، أو رطباً.
كذلك عمل المؤمن يصعد أول النهار، وآخره، وبركة إيمانه لا تنقطع أبداً، بل تصل إليه في كل وقت ([9]) .
9_وهي سبيل الفوز بالجنة، والنجاة من النار [...فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ](آل عمران:185) .
وكما في الحديث المتفق عليه =من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبدالله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق_أدخله الله الجنة على ما كان من العمل+ ([10]) .
10_أنها سبب مانع للخلود في النار لمن استحق دخولها؛ كما في حديث الشفاعة =أخرجوا من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه مثقال ذرة من إيمان+ ([11]) .
فأهل لا إله إلا الله وإن دخلوها بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لابد أن يخرجوا منها كما في الصحيحين: =يخرج من النار من قال:لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال:لا إله إلا الله وفي قلبه وزن بُرَّةٍ من خير، ويخرج من النار من قال:لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذَرَّة من خير+ ([12]) .
11_أن من قالها يبتغي بذلك وجه الله_فإن الله يحرمه على النار، كما في حديث عتبان المتفق عليه =فإن الله قد حرم على النار من قال:لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله+ ([13]) .
12_ولأجلها خلقت الجن والإنس:قال الله_عز وجل_:[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ] (الذاريات:56) .
13_وهي سبيل السعادة في الدارين:قال الله_عز وجل_:[الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ] (الأنعام:82) .
14_وهي أول واجب على المكلف:قال": =أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله+ ([14]) .
15_وهي آخر واجب على المكلف:فمن كانت آخر كلامه من الدنيا_دخل الجنة كما جاء في حديث معاذ÷ =من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة+ ([15]) .
16_وهي التي لأجلها أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ] (الأنبياء:25) .
17_وهي مفتاح دعوة الرسل:فالرسل_عليهم السلام_دعوا إليها جميعاً، فكلهم يقول لقومه[اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ] (الأعراف:73) .
18_وهي أفضل الحسنات:قال أبو ذر÷قلت يا رسول الله:علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: =إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها+ .
قال:قلت يا رسول الله:أمِنَ الحسنات لا إله إلا الله ؟.
قال: =هي أفضل الحسنات+ ([16]) .
19_وهي الحسنة:قال الله_تعالى_ [مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا] (الأنعام:160) ؛ إذ هي أفضل الحسنات كما مر.
20_وهي أفضل ما ذكر الله به_عز وجل_:كما قال النبي": =أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له+ ([17]) .
21_وهي أثقل شيء في الميزان:كما في المسند عن عبدالله بن عمر_رضي الله عنهما_عن النبي"أن نوحاً_عليه السلام_قال لابنه عند موته: =آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السموات السبع، والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله+ ([18]) .
22_وهي تطيش بسجلات الذنوب، وترجح بصحائفها، وتثقل الميزان، كما في حديث صاحب البطاقة:قال رسول الله": =إن الله سيخلِّصُ رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فَيحْشُرُ عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجلٍّ مثل مدِّ البصر، ثم يقول:أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول:لا يا ربِّ، فيقول:أَفَلَكَ عذر ؟ فيقول:لا يا ربِّ.
فيقول:بلى، إن لك عندنا حسنةً؛ فإنه لا ظلم اليوم، فتخرج بطاقة فيها:أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول:أحضر وزنك.
فيقول:يا ربِّ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟
فقال:إنك لا تُظْلم.
قال:فتوضع السجلات في كفةٍ، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء+ ([19]) .
23_وهي أعلى شعب الإيمان:وذلك لما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة÷قال: قال رسول الله ": =الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله+ ([20]) .
24_وهي أفضل الأعمال والأذكار، وأكثرها تضعيفاً، وتعدل عتق الرقاب، وتكون حرزاً من الشيطان:كما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة÷عن النبي"أنه قال: =من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة_كانت له عَدْل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه+([21]).
وفي الصحيحين أيضاً عن أبي أيوب الأنصاري÷عن النبي": =من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل+([22]) .
25_أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية:كما جاء في صحيح مسلم: =ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ_أو فيسبغ_الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبدالله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء+ ([23]) .
26_وهي التي يكون السؤال عنها يوم القيامة:قال_تعالى_:[فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ] (الحجر:92، 93)، وقال_تعالى_ [فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ] (الأعراف:6) .
27_وهي المثل الأعلى:الذي ذكره الله_عز وجل_في قوله:[... وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ] (الروم:27) .
فالمثل الأعلى هو الوصف الكامل، وأعظم وصف لله هو أنه لا إله إلا هو؛ كما جاء ذلك في آية الكرسي:[اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ] (البقرة:255) .
28_وفي شأنها تكون السعادة والشقاوة.
29_وبها تؤخذ الكتب باليمين أو الشمال.
30_ولأجلها يفرّق بين القريب والقريب [لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ] (المجادلة:22) .
31_ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار.
32_وهي أصل الدين، وأساسه، ورأس أمره، وساق شجرته، وعمود فسطاطه، وبقية الأركان والفرائض متفرعة عنها، متشعبة منها، مكملات لها، مقيدة بالتزام معناها، والعمل بمقتضاها.
33_وهي الأمان من وحشة القبور، وهول المحشر.
34_أن قبول الأعمال متوقف عليها وعلى تحقيقها.
35_وهي أعظم سبب للتحرر من رق المخلوقين:فلا يتعلق العبد بهم، ولا يخافهم ولا يرجوهم، ولا يعمل لأجله.
وهذا هو العز الحقيقي، والشرف العالي، الذي به يتم فلاحه، ويتحقق نجاحه.
36_وهي أصل كل خير ديني أو دنيوي:[تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِين] (إبراهيم:25) .
37_وهي سبب لصفاء النفس، والبعد عن الأثرة:قال_تعالى_في وصف أهلها:[وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة] (الحشر:9) .
38_وهي أعظم سبب لتحرير العقل من الخرافات والأوهام والأباطيل.
39_وهي كلمة السواء:قال_تعالى_:[قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً] (آل عمران:64) .
40_وهي سبب للشجاعة والإقدام:فكلما ازداد الإنسان علماً بها، وعملاً بمقتضاها_ازداد بذلك شجاعة وإقداماً في الحق.
ولا أدل على ذلك من حال الأنبياء_صلوات الله عليهم وسلامه_وكذلك حال أتباعهم من الصديقين، والشهداء، والصالحين، والمجاهدين في كل زمان ومكان.
41_أنها أعظم سبب لعلو الهمة:فأعلى الهمم الوصولُ إلى رضا الله ودخول الجنة.
وصاحبها القائم بها أعظَمُ همِّه هو ذلك الأمر.
42_وهي أعظم مصدر للعزة والكرامة: قال_تعالى_:[...وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ] (المنافقون:8) .
43_وهي الصدق:كما في قوله_تعالى_:[وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ] (الزمر:33) .
44_وهي التي لأجلها جردت سيوف الجهاد: قال_تعالى_:[وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ] (الأنفال:39) .
45_وهي مشتملة على نوعي الدعاء: دعاء العبادة ودعاء المسألة.
46_تفريج الكربات: فمن فضائلها أنها السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما، ولذا لما كان يونس_عليه السلام_في بطن الحوت، [...فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ] (الأنبياء:87) _استجاب الله له وفرج كربته.
47_أنها أعظم سبب لحسن الخلق: ولين الجانب، وكرم النفس، والارتفاع عن الدنايا، ومحقرات الأمور.
48_أنها هي كلمة التوحيد: والتوحيد هو السبب الأعظم لنيل رض_ا الله وثوابه قال_تعالى_:[وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ] (البقرة:163) .
49_أن أسعد الناس بشفاعة محمد"من قال:لا إله إلا الله خالصاً من قلبه:فعن أبي هريرة÷عن النبي"قوله: =أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه+ ([24]) .
50_أن من كَمُلَ التوحيد في قلبه، وعرف معنى الشهادة، وعمل بمقتضاها_سهل عليه فعل الخيرات، وترك المنكرات، وهانت عليه المصيبات؛ فالمخلص لله تخف عليه الطاعات؛ لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي؛ لما يخشى من سخطه وأليم عقابه، ويتسلى عند المصائب؛ لعلمه أنها من عند الله، وكل ما يصيبه من الله فهو خير له في دينه ودنياه، علم حكمة ذلك أم لم يعلم.
51_أنها إذا اكتملت المعرفة بها، والعمل بمقتضاها حبب الله لصاحبها الإيمان، وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين.
52_أن التوحيد إذا كمل وتم في القلب، وتحقق تحققاً كاملاً بالإخلاص التام_صار القليل من عمله كثيراً، وتضاعفت أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب.
53_أن الله تكفل لأهلها بالفتح والنصر في الدنيا، والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال.
54_أن الله يدفع عن أهلها شرور الدنيا والآخرة:قال_تعالى_:[إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا] (الحج:38) .
55_وهي حبل الله المتين:قال_تعالى_:[وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً] (آل عمران:103) .
56_الحياة الطيبة:فالحياة الطيبة إنما هي لأهل الإيمان والتوحيد الخالص.
قال_عز وجل_:[مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة] (النحل:97) .
وقال_تعالى_:[وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً] (النور:55) .
57_حصول البشرى عند الممات:فمن فضائلها أن من استقام عليها تحصل له البشرى عند الممات.
قال_تعالى_:[إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ] (فصلت:30) .
58_وهي شعار المؤمنين الموحدين:فهم أهل لا إله إلا الله.
59_وهي الرابطة بين المؤمنين:فبمجرد الإيمان بها ينتسب الإنسان إلى أشرف نسب؛ فيصبح إبراهيم_عليه السلام_أباك، وأزواجُ النبي أمهاتِك، وباقي المؤمنين إخوةً لك.
قال_تعالى_:[... مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ] (الحج:78) .
وقال:[النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ] (الأحزاب:6)، وقال:[إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] (الحجرات:10) .
60_وهي سبب استغفار الملائكة:فالملائكة تستغفر للمؤمنين_أهل لا إله إلا الله_قال_تعالى_:[وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا] (غافر:7) .
61_وهي سبب استغفار المؤمنين: قال_تعالى_: [فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ] (محمد:19) .
فكل مؤمن يستغفر للمؤمنين ينالك أيها الموحد نصيب من بركة ذلك الاستغفار.
62_وهي كلمة الإخلاص:لأن عمل القلب هو الأصل.
63_وهي كلمة الإحسان:قال_تعالى_:[هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ] (الرحمن:60) قال_تعالى_ [لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ] (يونس:26) .
يعني قالوا لا إله إلا الله ([25]) .
64_وهي دعوة الحق:قال_تعالى_:[لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ] (الرعد:14) .
قال ابن عباس: =هي لا إله إلا الله+ ا. هـ ([26]) .
وتقديم الخبر يفيد الحصر أي لا يقال لا إله إلا الله إلا في حقه_تعالى_.
65_وهي كلمة العدل:التي قال_تعالى_:[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ] (النحل:90) .
قال ابن عباس: =العدل شهادة أن لا إله إلا الله+ ([27]) .
66_وهي الطيب من القول:قال_تعالى_:[وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ] (الحج:24) .
أي هدوا إلى كل طيب، فلا أطيب ولا أطهر من هذه الكلمة.
67_وهي الكلمة الباقية:فالتوحيد لا يزول بكل معصية، ولكن كل معصية تزول بسبب التوحيد وتفنى، قال تعالى عن إبراهيم_عليه السلام_:[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ] (الزخرف:26_28) .
فذكرها_عز وجل_بعد ذكر معنى الشهادة فقوله:[بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ] بمعنى لا إله، [إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي] بمعنى إلا الله.
68_وهي كلمة الله العليا:قال_تعالى_:[... وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا] (التوبة:40) .
فكلمة الله عليا على الدوام؛ ولهذا لم يعطفها على ما قبلها.
69_وهي النجاة:كما في قول مؤمن آل فرعون [وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ] (غافر:41) .
والنجاة هي لا إله إلا الله، ولا تكون النجاة إلا بها.
70_وهي كلمة الاستقامة:[إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا] (فصلت:30) .
71_وهي سبب الاجتماع والألفة:فكلمة التوحيد هي أساس توحيد الكلمة، ولا يكون الاجتماع إلا عليها، فلقد امتن الله على المؤمنين بها، فجمع بها شملهم بعد الشتات، ولَمَّ شعثهم بعد التفرق.
قال_تعالى_:[وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً] (آل عمران:103) .
72_وهي القول السديد:كما في قوله_تعالى_:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً] (الأحزاب:70) .
73_وهي البرُّ:قال_تعالى_:[لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ] (البقرة:177) .
74_وهي الدين:كما قال_تعالى_ [أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ] (الزمر:3) فَحُصِرَ الخضوع لله، ودل على أنه لا إله سواه، ولا معبود إلا إياه.
75_وهي الصراط المستقيم:قال_تعالى_:[اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ] (الفاتحة:6) .
وقال:[وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ] (الأنعام:53) وقال:[وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ] (الشورى:52) .
76_وهي سبب النصر على الأعداء:قال_تعالى_ [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] (الأنفال:45)، ولا إله إلا الله أعظم ذكر.
77_وهي سبب التمكين في الأرض : قال _تعالى_ : [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ] (النور:55) .
78_وهي سبب للرفعة والعلو:فلقد عز بها بلال الحبشي وسلمان الفارسي_رضي الله عنهما_، وذل بسبب تركها أشراف قريش.
لقد رفع الإسلام سلمان فارس
كما وضع الكفر الشريف أبا لهب
79_وهي سبب لعصمة الدماء والأموال: قال": =أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام+ ([28]) .
80_وهي كلمة الشهادة:قال_تعالى_:[شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (آل عمران:18) .
81_وهي المعروف الأكبر:قال_تعالى_:[وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ] (آل عمران:104) .
فالتوحيد هو المعروف الأكبر، كما أن الشرك هو المنكر الأكبر.
82_وهي أول شيء يدعى إليه:كما في حديث معاذ÷عندما بعثه الرسول"إلى اليمن فقال: =فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله+ ([29]) .
83_ وهي ملة أبينا إبراهيم _ عليه السلام _ : قال_تعالى_:[مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ] (الحج:78) .
84_وهي الزكاة:قال_تعالى_:[وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ] (فصلت:6، 7) .
قال ابن القيم×في إغاثة اللهفان: =قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم هي التوحيد؛ شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب؛ فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته وإثبات إلهيته_سبحانه_وهو أصل كل زكاء ونماء+ ([30]) .
85_وبسببها تبيض وجوه وتسود وجوه:فتبيض وجوه أهلها أهل الطاعة والإيمان، وتسود وجوه أعدائها من أهل الكفر والعصيان، قال_تعالى_:[يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه] (آل عمران:106) .
هذا فيض من غيض من فضائلها وثمراتها العظيمة.
شروط لا إله إلا الله ([31])
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة، لا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد، والتزمها بدون مناقضة لشيء منها.
وليس المرادُ من ذلك عدَّ ألفاظِها وحِفْظَهَا؛ فكم من عامي اجتمعت فيه، والتزمها ولو قيل له عَدِّدْها لم يحسن ذلك.
وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها.
وهذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء، وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي×بقوله:
العلمُ واليقينُ والقبولُ
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفقك الله لما أحبه ([32])
ونظمها بعضهم بقوله:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقياد والقبول لها
وأضاف بعضهم شرطاً ثامناً ونظمه بقوله:
وزيد ثامنُها الكفران منك بما
سوى الإله من الأوثان قد ألها
وهذا الشرط مأخوذ من قوله": =من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه+ ([33]) .
هذه هي الشروط السبعة مع زيادة الشرط الثامن على وجه الإجمال، وإليك تفصيلها:
1_العلم:والمراد به العلم بمعناها نفياً وإثباتاً، وما تستلزمه من عمل، فإذا علم العبد أن الله_عز وجل_هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة، وعمل بمقتضى ذلك العلم_فهو عالم بمعناها.
وضد العلم الجهل؛ بحيث لا يعلم وجوب إفراد الله بالعبادة، كأن يرى جواز عبادة غير الله مع الله.
قال_تعالى_:[فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ] (محمد:19) .
وقال:[... إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (الزخرف:86) .
أي من شهد بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
وقال_تعالى_:[شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] (آل عمران:18) .
وقال_تعالى_:[... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] (الزمر:9) .
وقال:[... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] (فاطر:28) .
وقال:[وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ] (العنكبوت:43) .
وفي الصحيح عن عثمان÷قال:قال رسول الله" =من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة+ ([34]) .
2_اليقين:وهو أن ينطق بالشهادة عن يقين يطمئن إليه قلبه، دون تسرب شيء من الشكوك التي يبذرها شياطين الجن والإنس، بل يقولها موقناً بمدلولها يقيناً جازماً.
فلابد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه، ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله_تعالى_وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره شيءٌ من أنواع التأله والتعبد.
فإن شك في شهادته، أو توقف في بطلان عبادة غير الله؛ كأن يقول:أجزم بألوهية الله، ولكنني متردد ببطلان إلهية غيره_بطلت شهادتُه ولم تنفعه.
قال_تعالى_مثنياً على المؤمنين:[وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ] (البقرة:4) .
وقد مدح الله المؤمنين_أيضاً_بقوله:[إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا] (الحجرات:15) .
وذم المنافقين بقوله:[... وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ] (التوبة:45) .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة÷قال:قال رسول الله": =أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة+ ([35]) .
وعنه÷أن النبي"قال: =من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه_فبشِّرْهُ بالجنة+ ([36]) .
3_القبول:والقبول يعني أن يقبل كل ما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، فيصدق بالأخبار، ويطيع الأوامر، ويؤمن بكل ما جاء عن الله وعن رسوله"، ويقبل ذلك كله، ولا يرد منه شيئاً، ولا يجني على النصوص بالتأويل الفاسد، والتحريف الذي نهى الله عنه، بل يصدق الخبر، ويمتثل الأمر، ويقبل كل ما جاءت به هذه الكلمة واقتضته بكل رضا، وطمأنينة، وانشراح صدر.
قال_تعالى_واصفاً المؤمنين بامتثالهم، وقبولهم، وعدم ردهم:[آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ] (البقرة:285) .
وقال_تعالى_:[قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا] (البقرة:136) .
وضد القبول:الرد، فإن هناك من يعلم معنى الشهادة ويوقن بمدلولها، ولكنه يردها كبراً وحسداً.
وهذه حال علماء اليهود والنصارى كما قال_تعالى_عنهم:[الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ] (البقرة:146) .
وقال_تعالى_ [... حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ] (البقرة:109) .
وكذلك كان المشركون يعرفون معنى لا إله إلا الله، وصدق رسالة محمد"ولكنهم يستكبرون عن قبول الحق كما قال_تعالى_عنهم:[إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ] (الصافات:35) .
وقال_تعالى_عنهم:[... فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ] (الأنعام:33) .
وكذلك كان شأن فرعون مع موسى_عليه السلام_.
ويدخل في الرد وعدم القبول من يعترض على بعض الأحكام الشرعية، أو الحدود التي حدها الله_عز وجل_كالذين يعترضون على حد السرقة، أو الزنا، أو على تعدد الزوجات، أو المواريث، وما إلى ذلك، فهذا كله داخل في الرد وعدم القبول؛ لأن الله يقول [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً] (البقرة:208) .
ويقول:[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ] (الأحزاب:36) .
ويدخل في الرد_أيضاً_من يعطل أسماء الله وصفاته، أو يمثلها بصفات المخلوقين.
4_الانقياد:وذلك بأن ينقاد لما دلت عليه كلمة الإخلاص.
ولعل الفرق بين الانقياد والقبول أن القبول إظهار صحة معنى ذلك بالقول.
أما الانقياد فهو الاتباع بالأفعال، ويلزم منهما جميعاً الاتباع.
فالانقياد هو الاستسلام، والإذعان، وعدم التعقب لشيء من أحكام الله.
قال_تعالى_:[وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ] (الزمر:54) .
وقال [وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ] (النساء:125) .
وقال:[وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى] (لقمان:22) .
وقال_تعالى_مثنياً على إبراهيم_عليه السلام_ [إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ] (البقرة:131) .
ومن الانقياد_أيضاً_أن ينقاد العبد لما جاء به النبي"رضاً، وعملاً دون تعقب أو زيادة أو نقصان.
قال_تعالى_:[فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً] (النساء:65) .
وإذا علم أحد معنى لا إله إلا الله، وأيقن بها، وقبلها، ولكنه لم ينقد لها، ولم يعمل بمقتضاها_فإن ذلك لا ينفعه، كما هي حال أبي طالب، فهو يعلم أن دين محمد حق، بل إنه ينطق بذلك ويعترف، حيث يقول مدافعاً عن الرسول":
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب دفينا
فاصدع بأمرك لا عليك غضاضة
وافرح وقر بذلك منك عيونا
ولقد علمت بأن دينَ محمدٍ
من خير أديان البرية دينا
لولا الملامةُ أو حِذارُ مسبةٍ
لوجدتني سمحا بذلك مبينا
فما الذي نقص أبا طالب ؟ الذي نقصه هو الإذعان والاستسلام.
وكذلك الحال بالنسبة لبعض المستشرقين؛ فهم يعجبون بالإسلام، ويوقنون بصحته ويعترفون بذلك، وتجد بعض المسلمين يهشون لذلك الإطراء، ويطربون لهؤلاء القوم، ويصفونهم بالموضوعية والتجرد.
ولكن إعجابَهم ويقينَهم واعترافَهم لا يكفي، بل لابد من الانقياد.
ومن عدم الانقياد ترك التحاكم لشريعة الله_عز وجل_واستبدالها بالقوانين الوضعية، الفرنسية، والإنجليزية، والسويسرية وغيرها.
5_الصدق:وهو الصدق مع الله، وذلك بأن يكون العبد صادقاً في إيمانه، صادقاً في عقيدته.
ومتى كان ذلك فإنه سيكون مصدقاً لما جاء في كتاب ربه، وسنة نبيه".
فالصدق أساس الأقوال، ومن الصدق أن يصدق في دعوته، وأن يبذل الجهد في طاعة ربه، وحفظ حدوده، قال_تعالى_:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ] (التوبة:119) .
وقال في وصف الصحابة:[... رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ] (الأحزاب:23) .
وقال:[وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ] (الزمر:33) .
وقد ورد اشتراط الصدق في الحديث الصحيح حيث قال": =من قال لا إله إلا الله صادقاً من قلبه دخل الجنة+([37]) .
وضد الصدق الكذب، فإن كان العبد كاذباً في إيمانه فإنه لا يعد مؤمناً، بل هو منافق؛ وإن نطق بالشهادة بلسانه، وحاله هذه أشد من حال الكافر الذي يظهر كفره.
فإن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإن هذه الشهادة لا تنجيه، بل يدخل في عداد المنافقين، الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا [. . . نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ] (المنافقون:1) . فرد الله عليهم تلك الدعوى بقوله:[وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ] (المنافقون:1) .
وقال_تعالى_أيضاً في شأن هؤلاء:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ] (البقرة:8) .
وقال:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ] (البقرة:204) .
والأدلة في ذلك كثيرة جداً وهي مبسوطة في أوائل سورة البقرة، وفي سورة التوبة أيضاً وغيرها.
فإذا قامت أعمال الإنسان واعتقاداته على عقيدة سليمة كان الإيمان قوياً سليماً، وبالتالي يكون العمل مقبولاً بإذن الله، والعكس بالعكس.
ثم إن الناس يتفاوتون في الصدق تفاوتاً عظيماً.
ومما ينافي الصدق في الشهادة تكذيب ما جاء به الرسول"أو تكذيب بعض ما جاء به؛ لأن الله_سبحانه_أمرنا بطاعة الرسول وتصديقه، وقرن ذلك بطاعته قال_تعالى_:[مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ] (النساء:80) .
وقد يلتبس على بعض الناس الأمر في موضوع اليقين والصدق، لذا يقال:إن اليقين أعم من التصديق، وعلى ذلك يكون كلُّ موقن مصدقاً، وليس كل مصدق موقناً؛ أي بينهما عموم وخصوص كما يقول أهل الأصول؛ أي أن الموقن قد مر بمرحلة التصديق.
6_الإخلاص:وهو تصفية الإنسان عمله بصالح النية من جميع شوائب الشرك.
وذلك بأن تصدر منه جميع الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله، وابتغاء مرضاته، ليس فيها شائبة رياء، أو سمعة، أو قصد نفع، أو غرض شخصي، أو شهوة ظاهرة أو خفية، أو أن يندفع للعمل لمحبة شخص، أو مذهب، أو مبدأ، أو حزب يستسلم له بغير هدى من الله.
والإخلاص كذلك مهم في الدعوة إلى الله_تعالى_فلا يجعل دعوته حرفة لكسب الأموال، أو وسيلة للتقرب إلى غير الله، أو الوصول للجاه والسلطان.
بل لابد أن يكون مبتغياً بدعوته وجه الله والدار الآخرة، ولا يلتفت بقلبه إلى أحد من الخلق يريد منه جزاءً أو شكوراً.
والقرآن والسنة حافلان بذكر الإخلاص، والحث عليه، والتحذير من ضده، ومن ذلك قوله_تعالى_:[أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ] (الزمر:3)، وقوله:[وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] (البينة:5)، وقوله:[قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي] (الزمر:14) .
وعن أبي هريرة÷عن النبي"قوله: =أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه+([38]) .
وفي الصحيحين من حديث عتبان =فإن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله+([39]) .
ويدخل في ذلك الإخلاصُ في اتباع محمد"وذلك بالاقتصار على سنته وتحكيمه، وترك البدع، والمخالفات، ونبذ ما يخالف شرعه من التحاكم إلى ما وضعه البشر من عادات، وقوانين؛ فإن رضيها أو حكم بها لم يكن من المخلصين.
وضد الإخلاص الشرك، والرياء، وابتغاء غير وجه الله.
فإن فقد العبد أصل الإخلاص فإن الشهادة لا تنفعه أبداً، قال_تعالى_:[وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً] (الفرقان:23) .
فلا ينفعه حينئذ أي عمل يعمله؛ لأنه فقد الأصل، قال_تعالى_:[إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً] (النساء:48) .
وعن أبي هريرة÷قال:قال رسول الله":قال الله_تبارك وتعالى: =أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه+ ([40]) .
وإن فقد الإخلاص في عمل من الأعمال ذهب أجر ذلك العمل.
وبالجملة فالإخلاص هو تصفية العمل من كل شوب؛ بحيث لا يمازجه ما يشوبه من شوائب الشرك أو إرادة النفس:إما طلب التزين في قلوب الخلق، وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم، أو طلب تعظيمهم، أو طلب أموالهم أو محبتهم، أو خدمتهم، إلى غير ذلك من الشوائب التي عَقْدُ متفرقها إرادةُ ما سوى الله بالعمل.
فمدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل أولاً امتثال أمر الله.
ولا حرج بعد هذا على من يطمح إلى شيء آخر، كالفوز بنعيم الآخرة، أو النجاة من أليم عذابها.
بل لا يذهب بالإخلاص بعد ابتغاء وجه الله أن يخطر في بال العبد أن للعمل الصالح آثاراً في هذه الحياة، كطمأنينة النفس، وأمنها من المخاوف، وصيانتها من مواقف الهوان، إلى غير هذا من الخيرات التي تعقب العمل الصالح، ويزداد به إقبال النفوس على الطاعات قوة على قوة.
7_المحبة:أي المحبة لهذه الكلمة العظيمة، ولما دلت عليه واقتضته، فيحب الله ورسوله"ويقدم محبتهما على كل محبة، ويقوم بشروط المحبة ولوازمها، فيحب الله محبة مقرونة بالإجلال والتعظيم والخوف والرجاء، فيحب ما يحبه الله من الأمكنة؛ كمكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمساجد_عموماً_، والأزمنة؛ كرمضان، وعشر ذي الحجة، وغيرها، وما يحبه من الأشخاص كالأنبياء، والرسل، والملائكة، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وما يحبه من الأفعال كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والأقوال كالذكر وقراءة القرآن.
ومن المحبة_أيضاً_تقديم محبوبات الله على محبوبات النفس وشهواتها ورغباتها، وذلك لأن النار حفت بالشهوات، والجنة حفت بالمكاره.
ومن لوازم تلك المحبة أن يكره ما يكرهه الله ورسوله؛ فيكره الكفار، ويبغضهم، ويعاديهم، ويكره الكفر، والفسوق، والعصيان.
قال_تعالى_ [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ] (المائدة:54) .
وقال:[لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ] (المجادلة:22) .
وقال_تعالى_:[قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ] (التوبة:24) .
وقال": =ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:أن يكون الله رسوله أحب إليه مما سواهما+ الحديث ([41]) .
وعلامة هذه المحبة الانقياد لشرع الله واتباع محمد"قال_تعالى_:[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ] (آل عمران:31) .
وضد المحبة الكراهية لهذه الكلمة، ولما دلت عليه وما اقتضه، أو محبة غير الله مع الله.
قال_تعالى_:[ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ] (محمد:9) .
وقال الله_تعالى_:[وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ] (البقرة:165) .
فهؤلاء الذين بَيَّن الله_جل وعلا_شأنهم في هذه الآية يحبون الله، ولكنهم يحبون معه غيره مثل محبته على أحد التفسيرين، ومع ذلك سماهم الله ظالمين، والظلم هنا بمعنى الشرك بدليل قوله_تعالى_في الآية التي تليها:[وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ] (البقرة:167) .
فإذا كان هذا هو شأن من أحب الله، وأحب معه غيره مثل حبه_فكيف بمن أحب غير الله أكثر من حبه لله ؟ وكيف بمن أحب غير الله ولم يحب الله_سبحانه وتعالى_؟.
بل كيف بمن أحب غير الله، وكره الله، وحارب الله_سبحانه وتعالى_؟ !.
ومما ينافي المحبة_أيضاً_بغض الرسول"أو بغض ما جاء به الرسول، أو بغض بعض ما جاء به_عليه الصلاة والسلام_.
ومما ينافيها موالاة أعداء الله من اليهود، والنصارى، وسائر الكفار والمشركين.
ومما ينافيها_أيضاً_معاداة أولياء الله المؤمنين.
ومما ينافي كمالها المعاصي والذنوب.
نسأل الله_سبحانه وتعالى_أن يرزقنا حبه وحب من يحبه والعمل الذي يقربنا إلى حبه إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الفهرس
_ المقدمة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
3
_ معنى: لا إله إلا الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
5
_ أركان: لا إله إلا الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
8
_ هل يكفي مجرد النطق بـ: لا إله إلا الله. . . . . . . . . . . . . . . .
10
_ فضائل: لا إله إلا الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
11
_ شروط: لا إله إلا الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
38
([1]) انظر لسان العرب 13/496.
([2]) لسان العرب 13/469.
([3]) شرح ديوان زهير بن أبي سلمى، ص25.
([4]) شرح ديوان حاتم الطائي، ص47.
([5]) انظر تيسير العزيز الحميد ص 74_80 .
([6]) انظر : كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي حققه بشير محمد عيون، وانظر إلى كتاب التوحيد للإمام المُجدد محمد بن عبدالوهاب خصوصاً باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب، وباب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب، وانظر إلى شرح هذين البابين في تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبدالله وفتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن والقول السديد لابن سعدي وغيرها من الشروح، وانظر إلى كتاب معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي في الحديث عن فضائل كلمة الشهادة الجزء الأول.
([7]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير 3/53 .
([8]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/519.
([9]) انظر تفسير البغوي معالم التنزيل 4/247، تحقيق: عثمان جمعة ضميرية وحمد النمر وسليمان الحرش.
([10]) البخاري 4/139، ومسلم 1/57
([11]) أخرجه البخاري (6560) ومسلم (183)، والنسائي 8/113، والترمذي (2598)، وابن ماجه (60) .
([12]) البخاري (44) ومسلم (193) .
([13]) البخاري 1/110 ومسلم 1/61.
([14]) رواه البخاري رقم (25) ومسلم (20) .
([15]) رواه أبو داود (3116) والحاكم في المستدرك 1/351 وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6479) .
([16]) رواه الإمام أحمد في المسند 5/169، وصححه الألباني في الصحيحة (1373) وصحيح الجامع (690) .
([17]) رواه مالك في الموطأ 1/422 وقال الألباني: وهذا إسناد مرسل صحيح، وقد وصله ابن عدي والبيهقي في الشعب عنابي هريرة مرفوعاً. أنظر الصحيحة (1503) .
([18]) رواه أحمد 2/170 وسنده صحيح، قاله الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 134.
([19]) الحديث رواه الترمذي (2639)، وحسنه ابن ماجه (4300) وابن حبان (2523) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1776) .
([20]) البخاري 1/8 ومسلم (35) .
([21]) البخاري 7/167 ومسلم (2691) .
([22]) البخاري 7/167 ومسلم (2693) .
([23]) مسلم (234) .
([24]) رواه البخاري (99) .
([25]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/280.
([26]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/488.
([27]) تفسير القرآن العظيم 2/565.
([28]) رواه البخاري (25) ومسلم (20) .
([29]) البخاري (1395) ومسلم (19) .
([30]) إغاثة اللهفان ص56 تحقيق مجدي فتحي السيد.
([31]) انظر: شروح كتاب التوحيد تيسير العزيز الحميد وفتح المجيد وحاشية ابن قاسم في شرح باب تفسير شهادة أن لا إله إلا الله وانظر معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي ص273_284، والشهادتان للشيخ عبدالله بن جبرين ص77_85، والأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة للشيخ عبدالرحمن الدوسري ص24_26، ولا إله إلا الله محمد رسول الله تفسير وتوضيح للدكتور الشريف حمدان بن راجح الهجادي ص36_40 ومختصر معارج القبول لهشام آل عقدة ص99_102، وغيرها من الكتب التي تكلمت على ذلك خصوصاً كتب أئمة الدعوة.
([32]) منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول ص23.
([33]) رواه مسلم (23) .
([34]) صحيح مسلم بشرح النووي 1/218.
([35]) صحيح مسلم بشرح النووي 1/224.
([36]) مسلم 1/237.
([37]) رواه أحمد في المسند 4/16.
([38]) رواه البخاري (99) .
([39]) رواه البخاري 1/110 ومسلم 1/61.
([40]) رواه مسلم برقم (2985) .
([41]) البخاري (16) .

لآلىء البيان في تجويد القرآن المؤلف ابراهيم على شحاتة السمنودي


مُقَدِّمَةٌ
1
أَحْمَدُ رَبِّى مَعْ صَلاتي دَائِما
عَلَى مُحَمَّدٍ وَمَنْ لَهُ انْتَمَى
2
وَبَعْدُ فَالتَّجْويدُ لِلْقٌرْءانِ
فَرْضٌ عَلَى تَالِيهِ بِالبُرْهَانِ
3
لِذَا نَظَمْتُ مُوجَزًا مُفِيدا
مُوَفِّيًا أُصولَهُ سَدِيدَا
4
سَمَّيتُهُ لآلِئَ البَيانِ
مُجَوِّدًا لأَحْرُفِ القُرْءانِ
حَدُّ التَّجْويدِ
5
وَحَدُّهُ إِعْطَاءُ كُلِّ حَرْفِ
حُقُوقَهُ مِنْ مَخْرجٍ وَوَصْفِ
6
وَيَنبَغِي تَسْوِيةٌ لِلْحَرْفِ
مَعْ شِبْهِهِ في جَائِزٍ بِاللُّطْفِ
مَخَارِجُ الحُرُوفِ
7
قَدْ عَدَّها الخَلِيلُ سَبْعَةَ عَشَرْ
وَذَاكَ مِنْ بَيْنِ المَذَاهِبِ اشْتَهَرْ
8
فَالجَوْفُ مِنْهُ أَلِفٌ وَالواوُ عَنْ
ضَمٍّ وَيَا عَنْ كَسْرٍ انْ كُلٌّ سَكَنْ
9
وَالحَلْقُ مِنْهُ سِتَّةٌ قَدْ خَرَجَتْ
فَالهَمْزُ مِنْ أَقْصَاهُ فَالَهَا تَبِعَتْ
10
وَالعَيْنُ مِنْ وَسَطِهِ فَالحَاءُ
وَالغَيْنُ مِنْ أَدْنَاهُ ثُمَّ الخَاءُ
11
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى اللِّسَانِ القَافُ
مَعْ مَا يُحَاذِيهِ يَلِيهِ الكَافُ
12
وَالجِيمُ فَالشِّينُ فَيَاءٌ مِنْ وَسَطْ
وَالضَّادُ مِنْ حَافَتِهِ بَعْدُ انْضَبَطْ
13
مَعْ عُلوِ أَضْراسٍ مِنَ اليُسْرى كَثُرْ
وَاللامُ أَدْنَاهَا لأُخْرَاهَا تَمُرّ
14
وَالنُّونُ مِنْ طَرَفِهِ لامًا تَلا
وَالرَّاءُ دَانَاهُ لِظَهْرٍ مَدْخَلا
15
وَالطَّاءُ فَالدَّالُ فَتَا مِنْهُ وَمِنْ
أَصْلِ الثَّنِيَّتَيْنِ مِنْ عُلْيا زُكِنْ
16
وَالصَّادُ فَالسِّينُ فَزاىٌ تُتْلَى
مِنْهُ مُصَاحِبًا فُوَيْقَ السُّفْلَى
17
وَالظَّاءُ فَالذَّالُ فَثَاءٌ خَرَجَتْ
مِنْهُ وَمِنْ أَطْرافِ عُليَاهَا أَتَتْ
18
كَذَاكَ مِنْ أَطْرافِ عُليَا يُلْفَى
مَعْ بَطْنِ سُفْلَى شَفَةٍ حَرْفُ الفَا
19
وَالشَّفَتَانِ مِنْهُما ثَلاثَةُ
بَاءٌ فَمِيمٌ ثُمَّ وَاوٌ تَثْبُتُ
20
وَالنُّونُ وَالمِيمُ المُشَدَّدَانِ
مِمَّا مَضَى وَالأنْفِ يَخْرُجَانِ
21
وَحَيْثُ ذَانِ أُدْغِمَا أَوْ أُخْفِيَا
فَذَانِ مِنْ أَنْفٍ فَقَطْ قَدْ أَتَيَا
صِفَاتُ الحُرُوفِ اللازِمَةُ المَشْهُورَةُ
22
جَهْرٌ وَرِخْوٌ وَاسْتِفَالٌ مُنْفَتِحْ
وَمُصْمَتٌ وَضِدُّهَا سَيَتَّضِحْ
23
فَالهَمْسُ فِي (فَحَثَّهُ شَخْصٌ سَكَتْ)
وَشِدَّةٌ (أَجْدَتْ كَقُطْبٍ) جُمِعَتْ
24
وَبَيْنَ شِدَّةٍ وَرِخْوٍ (لِنْ عُمَرْ)
وَ (خُصَّ ضَغْطٍ قِظْ) لِلاسْتِعْلا اسْتَقَرّ
25
وَرَمْزُ (طِبْ صِفْ ظُلْمَ ضِغْنٍ) مُطْبَقَةْ
وَلَفْظُ (نَلْ بِرَّ فَمٍ) لِلمُذْلَقَةْ
26
قَلْقَلَةٌ (قُطْبُ جَدٍ) وَقُرِّبَتْ
لِلفَتْحِ وَالأَرْجَحُ مَا قَبْلُ اقْتَفَتْ
27
كَبِيْرَةٌ حَيْثُ لَدَى الوَقْفِ أَتَتْ
أَكْبَرُ حَيْثُ عِنْدَ وَقْفٍ شُدِّدَتْ
28
وَ(الهَاءُ مَعْ حُرُوفِ مَدٍّ) لِلْخَفَا
وَنَحُوُ (كَيْ وَلَوْ) بِلِينٍ وُصِفَا
29
وَ(الصَّادُ مَعْ سِينٍ وَزَاىٍ) صُفِّرَتْ
وَ (اللامُ وَالرَّا) انْحَرَفَا وَكُرِّرَتْ
30
وَغُنَّ فِي (نُونٍ وَمِيمٍ) بَادِيَا
إِنْ شُدِّدا فَأُدْغِمَا فَأُخْفِيَا
31
فَأُظْهِرا فَحُرِّكا وَقُدِّرَتْ
بِألِفٍ لا فِيهِمَا كَمَا ثَبَتْ
32
خَمْسُ مَرَاتِبٍ بِهَا وَاسْتَطِلا
ضَادًا وَفِي الشِّينِ التَفَشِّي كَمُلا
33
وَإِنْ يَكُنْ مُسَكَّنًا فَبَيِّنُ
وَحَيْثُمَا شُدِّدَ فَهْوَ أَبْيَنُ
تَقْسِيمُ الصِّفَاتِ
34
ضَعِيفُهَا هَمْسٌ وَرِخْوٌ وَخَفَا
لِينُ انْفِتَاحٌ وَاسْتِفَالٌ عُرِفَا
35
وَمَا سِوَاهَا وَصْفُهُ بِالقُوَّةِ
لا الذَّلْقِ وَالإصْمَاتِ وَالبَيْنِيَّةِ
تَقْسِيمُ الحُرُوفِ
36
قَوِىُّ أَحْرُفِ الهِجَاءِ ضَادُ
بَا قَافُ جِيمٌ دَالُ ظَا رَا صَادُ
37
وَالطَّاءُ أَقْوَى وَالضَّعِيفُ سِينُ
ذَالٌ وَزاىٌ تَا وَعَيْنٌ شِينُ
38
كَذَاكَ حَرْفَا اللِّينِ خَاءٌ كَافُهَا
وَالمَدُّ مَعْ (فَحَثَّهُ) أَضْعَفُهَا
39
وَالوَسْطُ هَمْزٌ غَيْنُ مَعْ لامٍ أَتَتْ
وَالمِيمِ وَالنُّونِ فَخَمْسًا قُسِّمَتْ
أَلْقَابُ الحُرُوفِ
40
وَأَحْرُفُ المَدِّ إِلى الجَوْفِ انْتَمَتْ
وَهَكَذَا إِلى الهَوَاءِ نُسِبَتْ
41
وَأَحْرُفُ الحَلْقِ أَتَتْ حَلْقِيَّةْ
وَالقَافُ وَالكَافُ مَعًا لَهْويَّةْ
42
وَالجِيمُ وَالشِّينُ وَيَاءٌ لقبت
مَعْ ضَادِهَا شَجْريَّةً كَمَا ثَبَتْ
43
وَاللامُ وَالنُّونُ وَرَا ذَلْقِيَّةْ
وَالطَّاءُ وَالدَّالُ وَتَا نِطْعِيَّةْ
44
وَأَحْرُفُ الصَّفِيرِ قُلْ أَسْلِيَّةْ
وَالظَّاءُ وَالذَّالُ وَثَا لِثْويَّةْ
45
وَالفَا وَمِيمٌ بَا وَوَاوٌ سُمِّيَتْ
شَفْوِيةً فَتِلْكَ عَشْرَةٌ أَتَتْ
صِفَاتُ الحُرُوفِ العَارِضَةُ
46
إِظْهَارٌ ادْغَامٌ وَقَلْبٌ وَكَذَا
إِخْفَا وَتَفْخِيمٌ وَرِقُّ أُخِذَا
47
وَالمَدُّ وَالقَصْرُ مَعَ التَّحَرُّكِ
وَأَيضًا السُّكُونُ وَالسَّكْتُ حُكِي
النُّونُ السَّاكِنَةُ وَالتَّنْوينُ
48
عِنْدَ حُرُوفِ الحَلْقِ أَظْهِرَنْهُمَا
وَعِنْدَ (يَرْمُلُونَ) أَدْغِمَنْهُمَا
49
مِنْ كِلْمَتَيْنِ مَعَ غَنِّ دُونَ (رَلْ)
وَ (ن) مَعْ (يس) بِالإظْهَارِ حَلّ
50
وَعِنْدَ بَاءٍ مِيمًا اقْلِبَنْهُمَا
وَعِنْدَ بَاقِيهِنَّ أَخْفِيَنْهُمَا
51
وَقَارَبَ الإظْهَارَ عِنْدَ أَوَّلَيْ
(كَمْ قَرَّ) وَالإدْغَامَ (دَوْمًا تِلْوُ طَيْ)
52
وَوَسَطٌ (صِدْقٌ سَمَا زَاهٍ ثَنَا
ظَلَّ جَلِيلا ضِفْ شَرِيفًا ذَا فِنَا)
المِيمُ السَّاكِنَةُ
53
وَأَخْفِ أَحْرَى عِنْدَ بَا وَأَدْغِمَا
فِي المِيمِ وَالإظْهَارُ مَعْ سِوَاهُمَا
اللامَاتُ السَّواكِنُ
54
أَلْ فِي (ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ)
أَظْهِرْ وَكُنْ فِي غَيرِهَا مُدْغِمَهُ
55
وَاللامُ مِنْ فِعْلٍ وَحَرْفٍ أَظْهِرا
وَاسمٍ وَلامَ الأمْرِ أَيضًا قَرِّرَا
المُتَمَاثِلانِ وَالمُتَجَانِسَانِ وَالمُتَقَارِبَانِ وَالمُتَبَاعِدَانِ
56
إِنْ يَجْتَمِعْ حَرْفَانِ خَطًّا قُسِّمَا
عِشْرِينَ قِسْمًا بَعْدَ وَاحِدٍ نَمَا
57
فَمُتَمَاثِلانِ إِنْ يَتَّحِدَا
فِي مَخْرَجٍ وَصِفَةٍ كَمَا بَدا
58
وَمُتَجَانِسَانِ حَيْثُ ائْتَلَفَا
فِي مَخْرَجٍ وَفِي الصِّفَاتِ اخْتَلَفَا
59
وَمُتَقَارِبَانِ حَيْثُ فِيهِمَا
تَقَارُبٌ أَوْ كَانَ فِي أَيِّهِمَا
60
وَمُتَبَاعِدَانِ حَيْثُ مَخْرَجَا
تَبَاعَدا وَالخُلْفُ فِي الصِّفَاتِ جَا
61
وَحَيْثُمَا تَحَرَّكَ الحَرْفَانِ فِي
كَلٍّ فَسَمِّ بِالكَبِيرِ وَاقْتَفِ
62
وَسَمِّ بِالصَّغِيرِ حَيْثُمَا سَكَنْ
أَوَّلُهَا وَمُطْلَقٌ فِي العَكْسِ عَنْ
الإدْغَامُ
63
أَوَّلَ مِثْلَيِ الصَّغِيرِ دُونَ مَدّ
أَدْغِمْ وَلَكِنْ سَكْتُ (مَالِيَهْ) أَسَدّ
64
وَالجِنْسُ مِنْهُ النُّونُ فِي المِيمِ ادُّغِمْ
وَهَكَذا ارْكَبْ مَعَ يَلْهَثْ قَدْ عُلِمْ
65
كَإِذْ بِظَا وَالدَّالُ أَوْ طَا أُدْغِمَا
فِي التَا مَعَ الإِطْبَاقِ وَهْيَ فِيهِمَا
66
وَالقُرْبُ مِنْهُ النُّونُ فِي حُرُوفِ (رَلْ)
وَ (وَيْ) كَذَاكَ اللامُ فِي رَاءٍ دَخَلْ
67
وَقَافُ نَخْلُقكُّمْ بِكَافِهِ ادُّغِمْ
مَعْ وَصْفِ عُلْوٍ وَالأصَحُّ أَنْ يَتِمّ
68
وَالنُّونَ فِي مَالَكَ لا تَأْمَنَّا
أَشمِمْهُ مُدْغِمًا أوَ اخْفِيَنَّا
تَقْسِيمُ الإدْغَامِ
69
ذَا نَاقِصٌ إِنْ يَبْقَ وَصْفُ المُدْغَمِ
وَكَامِلٌ إِنْ يُمْحَ ذَا فَلْيُعْلَمِ
التَّرْقِيقُ وَالتَّفْخِيمُ
70
حُرُوفَ الاسْتِفَالِ حَتْمًا رَقِّقِ
وَالعُلْوَ فَخِّمْ سِيَّمَا فِي المُطْبَقِ
71
أَعْلاهُ فِي كَطَائِفٌ فَصَلَّى
فَقُرْبَةٌ فَلا تُزِغْ فَظِلاَّ
72
وَاللامُ فِي اسْمِ اللهِ حَيْثُمَا أَتَتْ
مِنْ بَعْدِ فَتْحَةٍ وَضَمٍّ غُلِّظَتْ
73
وَالرَّاءُ رُقِّقَتْ إِذَا مَا سَكَنَتْ
مِنْ بَعْدِ وَصْلِ كَسْرَةٍ تَأَصَّلَتْ
74
وَلَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ فَتْحِ اسْتِعْلا
مُتَّصِلٍ وَرِقُّ (فِرْقٍ) أعْلَى
75
وَرُقِّقَتْ مَكْسُورَةً وَفُخِّمَتْ
فِي الوَقْفِ وَهْوَ رَاجِحٌ إذْ كُسِرَتْ
76
مَا لَمْ تَكُنْ بَعْدَ سُكُونِ يَا وَلا
كَسْرٍ وَسَاكِنِ اسْتِفَالٍ فَصَلا
77
وَرِقُّ رَا يَسْرِ وَأَسْرِ أَحَرَى
كَالقِطْرِ مَعْ نُذُرِ عَكْسُ مِصرَ
78
وَالرَّوْمُ كَالوَصلِ وَتَتْبَعُ الألِفْ
مَا قَبْلَهَا وَالعَكْسُ فِي الغَنِّ أُلِفْ
أَقْسَامُ المدِّ
79
وَالمَدُّ أَصْلِيٌّ وَفَرْعِيٌّ جَلا
وَسَمِّ بِالمَدِّ الطَّبِيعِي الأَوَّلا
80
وَهُوَ مَالَمْ يَكُ بَعْدَ حَرْفِ مَدّ
حَرفٌ مُسَكَّنٌ أَوِ الهَمْزُ وَرَدْ
81
وَذَاكَ كِلْمِيٌّ وَحَرْفِيٌّ جَرَى
كَأَتُجَادِلُونَنِي طَهَ وَرَا
82
أمَّا الأخِيرُ فَهْوَ مَوقُوفٌ عَلَى
هَمْزٍ أَوِ السُّكُونِ مُطْلَقًا جَلا
83
حُرُوفُهُ فِي لَفْظِ (وَايٍ) جُمِعَتْ
وَمَعْ شُرُوطِهَا بِـ (نُوْحِيْهَاْ) أَتَتْ
أَحْكَامُ المَدِّ
84
فَوَاجِبٌ مَعْ سَبْقِهِ إنْ يَتَّصِلْ
بِهَمْزَةٍ وَجَائِزٌ إنْ يَنفَصِلْ
85
أَوْ إنْ عَلَيْهِ هَمْزةٌ تَقَدَّمَتْ
أَوْ عَارِضُ السُّكُونِ لِلوَقْفِ ثَبَتْ
86
وَاللِّينُ مُلْحَقٌ بِهِ إذا وُقِفْ
وَلَكِنِ الطُّولُ بِقِلَّةٍ وُصِفْ
87
وَلازِمٌ إِنْ سَاكِنٌ جَا بَعْدَ مَدّ
وَقْفًا وَوَصْلا وَبِسِتٍّ يُعْتَمَدْ
88
وَإِنْ طَرَا تَحْرِيكُهُ فَأَشْبِعَا
وَاقْصُرْ وَعَينَ امْدُدْ وَوَسِّطْهُ مَعَا
89
وَإِنْ بِحَرْفٍ جَاءَ فَالحَرْفِيُّ
وَإِنْ بِكِلْمَةٍ فَذَا الكِلْمِيُّ
90
مُثَقَّلانِ حَيْثُ كُلٌ شُدِّدَا
مُخَفَّفَانِ حَيْثُ لَمْ يُشَدَّدَا
مَرَاتِبُ المُدُودِ
91
أَقْوَى المُدودِ لازمٌ فَمَا اتَّصَلْ
فَعَارِضٌ فَذُو انْفِصَالٍ فَبَدَلْ
92
وَسَبَبَا مَدٍّ إذا مَا وُجِدَا
فَإِنَّ أَقْوَى السَّبَبَيْنِ انْفَرَدَا
كَيْفِيَّةُ الوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الكَلِمِ
93
وَالأصْلُ فِي الوَقْفِ السُّكُونُ وَيُشَمّ
كَذَا يُرَامُ عِنْدَ ذِي رَفْعٍ وَضَمّ
94
وَرُمْ لَدَى جَرٍّ وَكَسْرٍ وَكِلاَ
هَذَيْنِ فِي نَصْبٍ وَفَتْحٍ حُظِلا
95
وَعِنْدَ هَا أُنثَى وَمِيمِ الجَمْعِ أَوْ
عَارِضِ تَحْرِيكٍ كِلَيْهِمَا نَفَوْا
96
وَالخُلْفُ فِي هَاءِ الضَّمِيرِ وَالأتَمّ
دَعْ بَعْدَ يَا وَالوَاوِ أَوْ كَسْرٍ وَضَمّ
وُجُوهُ العَوارِضِ المُنْفَرِدَةِ
97
إِنْ جَاءَ مَدٌ قَبْلُ أَوْ لِينٌ جَرَى
فَأَشْبِعًا أَوْ وَسِّطًا أَوِ اقْصُرَا
98
وَزِدْ بِرَفْعٍ مَعَهَا الإشمَامَا
وَفِيهِ كَالمَجْرُورِ زِدْ مُرَامَا
99
ثَلاثَةٌ نَصْبًا وَأَرْبَعٌ بِجَرّ
وَسَبْعَةٌ فِي عَارِضِ الرَّفْعِ تَقَرّ
100
وَإِنْ خَلا مِنْ ذَيْنِ فَالسُّكُونُ قَرّ
وَالرَّفْعَ أَشمِمْ ثُمَّ رُمْهُ مَعَ جَرّ
101
فَوَاحِدٌ فِي النَّصْبِ وَاثْنَانِ لَدَى
جَرٍّ وَفِي الرَّفْعِ ثَلاثَةٌ بَدَا
وُجُوهُ العَوَارِضِ المُجْتَمِعَةِ المُخْتَلِفَةِ
102
وَسَوِّ رَوْمَ أَوْ ثَلاثَ عَارِضِ
بِآخَرٍ إِنْ تُشْمِمَ اوْ تُمَحِّضِ
103
وَالنَّصْبَ ثَلِّثْ إِنْ تَرُمْ فِيمَا عَدَا
فَسِتَّةٌ فِي النَّصْبِ مَعْ جَرٍّ بَدَا
104
وَجَاءَ فِي رَفْعٍ وَجَرٍ سَبْعَةُ
وَالنَّصْبِ مَعْ رَفْعٍ كَكُلٍّ تِسْعَةُ
وُجُوهُ اللِّينِ مَعَ العَوَارِضِ
105
عَارِضُ مَدِّ وَقْفَ لِينٍ إِنْ تَلا
فَسَوِّ أَوْ زِدْ فِي الأخِيرِ مَا عَلا
106
وَسَوِّ حَالَ العَكْسِ أَوْ زِدْ مَا نَزَلْ
بِالمَحْضِ أَوْ إشْمَامِ مَا بِالرَّفْعِ حَلّ
107
وَفِيهِ مَعْ ذِي الجَرِّ زِدَ رَوْمًا كَإِذْ
جُرَّا وَزِدْ ثَلاثَ نَصْبٍ حَينَئِذْ
108
فَسِتَّةٌ إِذْ نُصِبَا وَسَبْعٌ اذْ
جُرَّا وَتِسْعٌ فِيهِ مَعْ نَصْبٍ أُخِذْ
109
وَعِنْدَ رَفْعِ ذَيْنِ أَوْ فِيمَا يُجَرّ
مَعْ صَاحِبِ الرَّفْعِ ثَلاثَةَ عَشَرْ
110
وَفِيهِ مَعْ ذِي النَّصْبِ خَمْسَةَ عَشَرْ
وَجَازَ فِي الكُلِّ ثَمَانٍ مَعْ عَشَرْ
وُجُوهُ الوَقْفِ عَلَى المَدِّ اللازِمِ
111
سَكِّنْهُ إِنْ تَقِفْ وَأَشْمِمْ رَافِعًا
وَرُمْهُ مَعْ جَرٍّ بِمَدٍّ مُشْبِعًا
تَحْدِيدُ حَفْصٍ فِي نَوْعَيِ المَدِّ اللازِمِ
112
قَدْ مَدَّ ذَا فَصْلٍ وَمَا يَتَّصِلُ
خَمْسًا وَأَرْبَعًا وَهَذَا أَعْدَلُ
113
وَزَادَ فِي كَـ (المَاءِ) سِتًّا إِنْ يَقِفْ
وَالرَّفْعَ أَشْمِمْ مُطْلَقًا كَمَا عُرِفْ
114
وَرُمْهُ مَعْ جَرٍّ بِمَا بِهِ وُصِلْ
فَفِي انْفِرَادِهِ ثَلاثَةٌ تَحِلّ
115
فَتِلْكَ فِي نَصْبٍ وَخَمْسَةٌ بِجَرّ
وَأَوْجُهُ الرَّفْعِ ثَمَانٍ تُعْتَبَرْ
116
وَفِي اجْتِمَاعِهِ بِذِي انْفِصَالِ
أَوْ جَمْعِهِ مَعْ وَصْلِ ذِي اتِّصَالِ
117
أَرْبَعَةٌ نَصْبًا وَسِتَّةٌ بِجَرّ
وَعَشْرَةٌ فِي حَالةِ الرَّفْعِ تَقَرّ
118
وَمُدَّ عَارِضَ السُّكُونِ إِنْ يُمَدّ
سِتًّا فَفِي نَصْبِهِمَا سَبْعٌ تُعَدّ
119
وَإِنْ يُجَرَّا فَالوُجُوهُ تِسْعَةُ
وَحَالَ نَصْبِهِ بِجَرٍّ عَشْرَةُ
120
وَحِينَ عَكْسِ ذَا ثَلاثةَ عَشَرْ
وَعِنْدَ رَفْعِ ذَيْنِ سِتَّةَ عَشَرْ
121
كَعِنْدَ ذِي رَفْعٍ بِجَرٍّ وَاسْتَقِرّ
فِي نَصْبِهِ بِالرَّفْعِ سَبْعَةَ عَشَرْ
122
وَحِينَمَا يُرْفَعُ مَعْ نَصْبٍ فَقُلْ
عِشْرُونَ مِثْلُ رَفْعِهِ فِي جَمْعِ كُلّ
123
وَحَيْثُمَا يُنْصَبُ فَالكُلُّ اجْتَمَعْ
فَوَاحِدٌ مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ وَقَعْ
الإثبَاتُ وَالحَذْفُ
124
وَوَارِدٌ إِثْبَاتُ يَا فِي الأيْدِي
بَعْدَ أُوليِ وَالحَذْفُ فِي ذَا الأيْدِ
125
وَوَقْفُ مُعْجِزِي مُحِلِّي حَاضِري
آتِي المُقِيمِي مُهْلِكِي بِاليَا دُرِي
126
وَالحَذْفُ قَبْلَ سَاكِنٍ فِي اليَا رَسَا
وَقْفًا كَوَصْلٍ عِنْدَ نُنجِ يُونُسَا
127
وَاخْشَوْنِ مَعْ يُؤْتِ النِّسَا وَالوَادِ
وَوَادِ وَالجَوارِ مَعْ لَهَادِ
128
وَهَادِ رُومٍ صَالِ تُغْنِ بِالقَمَرْ
يُرِدْنِ مَعْ عِبَادِ أوَّلَيْ زُمَرْ
129
وَالوَاوِ فِي وَيَمْحُ ثُمَّ يَدْعُ
الاِنسانُ وَالدَّاعِ كَذَا سَنَدْعُ
130
وَصَالِحُ التَّحْريمِ ثُمَّ الألِفِ
فِي أيُّهَ الرَّحْمَنِ نُورِ الزُّخْرُفِ
131
وَفِي سَلاسِلاً وَمَا ءَاتَانِ قِفْ
بِالحَذْفِ وَالإِثْبَاتِ فِي اليَا وَالأَلِفْ
132
وَقِفْ بِها فِي لَيَكُونًا نَسْفَعَا
إِذًا وَلَكِنَّا وَنَحْوِ رُكَّعَا
133
أَنَا مَعَ الظُّنُونَ وَالرَّسُولا
كَانَتْ قَوَارِيرَا مَعَ السَّبِيلا
134
وَحَذْفُهَا وَصْلا وَمُطلَقًا لَدَى
ثَمُودَ مَعْ أُخْرَى قَوَارِيرَ بَدَا
المَقْطُوعُ وَالمَوْصُولُ
135
تُقْطَعُ أَنْ عَنْ كُلِّ لَمْ ولَوْ نَشَا
كَانُوا يَشَا وَالخُلْفُ فِي الجِنِّ فَشَا
136
وَقَطْعُ أَنْ لَنْ غَيرَ أَلَّنْ نَجْعَلا
نَجْمَعَ وَالخُلْفُ بِتُحْصُوهُ انْجَلَى
137
وَنُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا افْصِلا
يُشْرِكْنَ مَعْ مَلْجَأَ مَعْ تَعْلُوا عَلَى
138
تُشْركْ أَقُولَ مَعْ يَقُولُوا تَعْبُدوا
يس وَالأُخْرى بِهُودٍ قَيَّدوا
139
كَذَا بِهَا أَنْ لا إِلَهَ وَاخْتُلِفْ
فِي الأَنبِيا وَوَصْلَ إِلا الكُلِّ صِفْ
140
كَنُونِ إِلَّمْ هُودَ وَافْصِلْ إِنْ مَا
بِالرَّعْدِ ثُمَّ صِلْ جَمِيعَ أَمَّا
141
وَقُطِعَتْ أَمْ مَنْ بِذِبْحٍ وَالنِّسَا
وَفُصِّلَتْ أَيْضًا وَأَمْ مَنْ أَسَّسَا
142
وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ الاثْنَيْنِ افْصِلا
وَخُلْفُ أَنَّمَا غَنِمْتُمْ حَصَلا
143
مَعْ إنَّمَا عِنْدَ لَدَى النَّحْلِ وَقَعْ
وَقَبْلَ تُوعَدُونَ الاَنْعَامَ انقَطَعْ
144
وَصِلْ فَأَيْنَمَا كَنَحْلٍ وَجَرَى
خُلْفٌ بِالاَحْزَابِ النِّسَا وَالشُّعَرَا
145
وَقَطْعُ حَيْثُ مَا مَعًا وَيَوْمَ هُمْ
عَلَى وَبَارِزُونَ عَكْسُ يَبْنَؤُمّ
146
وَفِي النِّسَا مِنْ مَا بِقَطْعِهِ وُصِفْ
وَفِي المُنَافِقُونَ وَالرُّومِ اخْتُلِفْ
147
وَمِمَّ مَعْ مِمَّنْ جَمِيعِهَا صِلا
وَمَوْضِعَيْ عَنْ مَنْ وَمَا نُهُوا افْصِلا
148
وَعَمَّ صِلْ وَقَطْعُ مَالِ فِي النِّسَا
وَسَالَ وَالفُرقَانِ وَالكَهْفِ رَسَا
149
وَوَقفَهُ بِمَا أَوِ اللامِ اعْلَمَا
كَوَقْفِ أيَّامَّا بِأيَّا أَوْ بِمَا
150
وَكُلِّ مَا سَأَلتُمُوهُ فُصِلَتْ
وَخُلْفُ جَا رُدُّوا وَأُلْقِي دَخَلَتْ
151
وَبِئْسَمَا اشْتَرَوْا فَصِلْ وَالخُلْفُ فِي
خَلَفْتُمُونِي مَعَ يَأْمُرْكُمْ قُفِي
152
وَقَطْعُ كَي لا أوَّلِ الأحْزَابِ مَعْ
نَحْلٍ وَحَشْرٍ وَبِعِمْرَانَ وَقَعْ
153
خُلْفٌ كَفِي مَا الرُّومِ هَهُنَا كِلا
تَنزِيلَ ءَاتَاكُمْ مَعًا أُوحِي وَلا
154
فَعَلْنَ فِي الأُخْرَى أفَضْتُمْ وَاشْتَهَتْ
أَوْ وَصْلُهَا مَعْ قَطْعِ هَهُنَا ثَبَتْ
155
أَوْ هِيَ وَاشْتَهتْ أَوِ الكُلُّ فُصِلْ
وَفِيمَ صِلْ وَلاتَ حِينَ مُنفَصِلْ
156
وَقِيلَ وَصْلُهُ وَهَا وَيَا وَأَلْ
كَالُوهُمُ أَوْ وَزَنُوهُمُ اتَّصَلْ
157
كَرُبَمَا مَهْمَا نِعِمَّا يَومَئِذْ
كَأَنَّمَا وَوَيْكَأَنَّ حِينَئِذْ
158
وَجَاءَ إِلْ يَاسِينَ بِانفِصَالِ
وَصَحَّ وَقْفُ مَنْ تَلاهَا آلِ
التَّاءَاتُ المَفْتُوحَةُ
159
تَا رَحْمَتَ البِكْرِ مَعَ الأعْرَافِ
وَزُخْرُفٍ وَالرُّومِ هُودٍ كَافِ
160
وَفِي بِمَا رَحْمَةٍ الخُلْفُ أَتَي
وَنِعْمَتَ البَقَرَةِ الأُخْرَى بِتَا
161
كَذَا بِإِبْرَاهِيمَ أُخْرَيَيْنِ مَعْ
ثَلاثَةِ النَّحْلِ أَخِيرَاتٍ تَقَعْ
162
مَعْ فَاطِرٍ وَفِي العُقُودِ الثَّانِي
وَالطُّورِ مَعْ عِمْرَانَ مَعْ لُقْمَانِ
163
وَالخُلْفُ فِي نِعْمةُ رَبِّي وَامْرَأَتْ
مَتَى تُضَفْ لِزَوْجِهَا بِالتَّا أتَتْ
164
كَاللاتَ مَعْ هَيْهَاتَ ذَاتَ يَا أبَتْ
وَلاَتَ مَعْ مَرْضَاتَ إنَّ شَجَرَتْ
165
وَسُنَّتَ الثَّلاثِ عِنْدَ فَاطِرِ
وَمَوضِعَيْ الاَنفَالِ ثُمَّ غَافِرِ
166
وَلَعْنتَ النُّورِ وَنَجْعَلْ لَعْنَتَا
وَابْنَتَ مَعْ قُرَّةُ عَيْنٍ فِطْرَتَا
167
بَقِيَّتُ اللهِ وَأَيْضًا مَعْصِيَتْ
مَعًا وَجَنَّتُ نَعِيمٍ وَقَعَتْ
168
كَلِمَتُ الأَعْرَافِ فِي العِرَاقِ تَا
وَمَا قُرِي فَرْدًا وَجَمْعًا فَبِتَا
169
وَهْوَ جِمَالتُ وَءَايَاتٌ أَتَتْ
بِالعَنكَبُوتِ فِي التي تَأَخَّرَتْ
170
مَعْ يُوسُفٍ وَهُمْ عَلَى بَيِّنَتِ
وَالغُرُفَاتِ وَكِلا غَيَابَتِ
171
وَثَمَرَاتِ فُصِّلَتْ وَكَلِمَتْ
يُونُسَ وَالأنعَامِ وَالطَّوْلِ بَدَتْ
172
لَكِنْ بِثَانِي يُونُسٍ مَعْ غَافرِ
فِي الفَرْدِ هَا وَالجَمْعِ تَا كَمَا قُرِي
كَيْفِيَّةُ الاِبْتِدَاءِ بِهَمْزَةِ الوَصْلِ
173
وَهَمْزَةُ الوَصْلِ مِنَ الفِعْلِ تُضَمْ
بَدْءَا إذا أُصِّلَ فِي الثَّالِثِ ضَمّ
174
وَحِينَمَا يَعْرِضُ فَاكْسِرْ يَا أُخَيّ
فِي ابْنُوا مَعَ ائْتُونِي مَعَ امْشُوا اقْضُوا إِلَيّ
175
وَكَسْرُهَا فِي الفَتْحِ وَالكَسْرِ كَذَا
وَفَتْحُهَا مَعْ لامِ عُرْفٍ أُخِذَا
176
وَابْدَأْ بِهَمْزٍ أَوْ بِلامٍ فِي ابْتِدَا
الاِسْمُ الفُسُوقُ فِي اخْتِبَارٍ قُصِدَا
177
وَكَسْرُهَا فِي مَصْدَرِ الخُمَاسِيْ
يَأْتِي كَذَا فِي مَصْدَرِ السُّدَاسِيْ
178
وَأَيْضًا اثْنَتَينِ وَابْنٍ وَابْنَتِ
وَاثْنَيْنِ وَاسْمٍ وَامْرِئٍ وَامْرَأَةِ
179
وَسُهِّلَتْ أَوْ أُبْدِلَتْ أَحْرَى لَدَى
ءالذَّكَرَيْنِ فِي كِلَيْهِ وَرَدَا
180
كَذَا كِلا ءالاَنَ مَعْ ءاللهُ مِنْ
بَعْدِ اصْطَفَى كَذَا الذِي قَبْلَ أذِنْ
الوَقْفُ وَالابْتِدَاءُ وَالقَطْعُ وَالسَّكْتُ
181
الوَقْفُ تَامٌ حَيْثُ لا تَعَلُّقَا
فِيْهِ وَكَافٍ حَيْثُ مَعْنًى عُلِّقَا
182
قِفْ وَابْتَدِئْ وَحَيْثُ لَفْظًا فَحَسَنْ
فَقِفْ وَلا تَبْدَأْ وَفِي الآيِ يُسَنّ
183
وَحَيْثُ لَمْ يَتِمَّ فَالقَبِيحُ قِفْ
ضَرُورَةً وَابْدَأْ بِمَا قَبْلُ عُرِفْ
184
وَلَمْ يَجِبْ وَقْفٌ وَلَمْ يَحْرُمْ عَدَا
مَا يَقْتَضِي مِنْ سَبَبٍ إِنْ قُصِدَا
185
وَالقَطْعُ كَالوَقْفِ وَفِي الآيَاتِ جَا
وَاسْكُتْ عَلَى مَرْقَدِنَا وَعِوَجَا
186
بِالكَهْفِ مَعْ بَل رَّانَ مَن رَّاقٍ وَمَرّ
خُلْفٌ بِمَالِيَهْ فَفِي الخَمْسِ انْحَصَرْ
مَرَاتِبُ القِرَاءةِ
187
حَدْرٌ وَتَدْوِيرٌ وَتَرْتِيلٌ تُرَى
جَمِيعُهَا مَرَاتِبًا لِمَنْ قَرَا
الاِسْتِعَاذَةُ وَالبَسْمَلَةُ
188
إِنْ شِئْتَ تَتْلُو فَاسْتَعِذْ وَلْتَجْهَرَا
لِسَامِعٍ كَمَا بِنَحْلٍ ذُكِرَا
189
وَإِنْ تَزِدْ أَوْ تَنْقُصَ اوْ تُغَيِّرَا
لَفْظًا فَلا تَعْدُ الذي قَدْ أُثِرَا
190
وَالنَّدْبُ مَشْهُورٌ فِي الاِسْتِعَاذَةِ
وَبَسْمِلاً بَدْءَا سِوَى بَرَاءةِ
191
وَخُيِّرَ البَادي بِأَجْزَاءِ السُّوَرْ
وَالجَعْبَرِيُّ فِي بَرَاءةٍ حَظَرْ
192
وَاقْطَعْ وَصِلْ فَأَرْبَعٌ فِي أَوَّلِ
كَلٍّ وَفِي الأَجْزَاءِ سِتٌ تَنْجَلِي
193
وَبَيْنَ أَنْفَالٍ وَبَيْنَ التَّوبَةِ
قِفْ وَاسْكُتًا وَصِلْ بِلا بَسْمَلَةِ
194
وَبَيْنَ مَا سِوَاهُمَا اقْطَعْ وَصِلِ
جَمِيعًا اوْ صِلْ ثَانِيًا بِالأَوَّلِ
مَا يُرَاعَى لِحَفْصٍ
195
ءأَعْجَمِيُّ سُهِّلَتْ أُخْرَاهَا
لِحَفْصِنَا وَمُيِّلَتْ مَجْرَاهَا
196
وَاضْمُمْ أَوِ افْتَحْ ضُعْفَ رُومٍ وَأَتَى
سِينَا وَيَبْصُطُ وَثَاني بَصْطَةَ
197
وَالصَّادَ فِي مُصَيْطِرٍ خُذْ وَكِلا
هَذَيْنِ فِي المُصَيْطِرُونَ نُقِلا
خَاتِمَةٌ
198
وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِعَوْنِ البَاري
فَانفَعْ بِهِ يَارَبُّ كُلَّ قَارِي
199
وَلِلسَّمَنُّودِىِّ إِبْرَاهِيمَا
ابنِ عَلِىٍّ كُنْ بِهِ رَحِيمَا
200
وَصَلِّ دَائِمًا مُسَلِّمًا عَلَى
طَهَ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ المَلاَ
201
وَهَذِهِ الأبْيَاتُ (نَجْمُهَا عَلا)
تَارِيخُهَا (ظَلَّ مُنِيرًا للمَلا)
----------------------

الرد على أصول الرافضة جمع وإعداد علي بن نايف الشحود

  الرد على أصول الرافضة جمع وإعداد علي بن نايف الشحود  بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء ...